وضعت قيادة الجيش الوطني الشعبي حسب مصدر عليم 4 آلاف جندي من عدة كتائب مشاة في حالة تأهب بقواعد قريبة من غرداية من أجل نشرها في المدينة والبلديات القريبة منها عند اقتضاء الضرورة، وجاء هذا إثر اجتماع تنسيقي حضره مسؤولون مدنيون وعسكريون في مقر ولاية غرداية. تفقد قائد الناحية العسكرية الرابعة مرفقا بمبعوث من رئاسة أركان الجيش الوطني الشعبي الأحياء الساخنة في مدينة غرداية مساء أول أمس، واجتمع بمسؤولي ولاية غرداية من عسكريين ومدنيين تطبيقا لأوامر نائب وزير الدفاع الوطني، وأبلغ العسكر أعيانا من غرداية أن أي عبث في المستقبل قد يستدعي تدخلا من الجيش. وقال مصدر عليم إن رئاسة أركان الجيش قررت وضع 4 آلاف جندي من عدة كتائب مشاة وكتيبة قوات خاصة في حالة تأهب من أجل نشرها في غرداية في حالة اقتضت الضرورة ذلك، ويرتبط تدخل الجيش في غرداية حسب مصادرنا بعدة عوامل أهمها: احتمال انفلات الوضع في غرداية ووقوع عدد كبير من الضحايا، أو وقوع عمليات تخريب واسعة النطاق للبنية التحتية وقطع الطرق الوطنية، والاحتمال الثاني هو وقوع احتجاجات في ولايات بالشمال تقتضي سحب قوات الشرطة والدرك من غرداية، أما الاحتمال الثالث فهو قرار من رئيس الجمهورية بتدخل الجيش. وربطت مصادرنا بين قرار وضع قوات الجيش في حالة تأهب مع بيان وقعه عدد من أعيان غرداية يطالبون فيه بتدخل الجيش الوطني الشعبي لحماية الأرواح والممتلكات، وحسب مصدر عليم دائما فإن الناحية العسكرية الرابعة شكلت بالفعل مجموعة عمل وتخطيط لمواجهة أي طارئ في غرداية، وتشير المعلومات المتاحة إلى أن قرار وضع القوات في حالة تأهب لا يعني على الإطلاق أن قرار تدخل العسكر قد اتخذ لأن القرار منوط بالقيادة السياسية، لكن الجيش كما هي العادة يحضر لأسوأ الاحتمالات، وقد أكدت مصادر عديدة على صلة بالوضع الأمني في غرداية في مناسبات سابقة أن مهمة حفظ النظام والأمن في غرداية ليست من مهام الجيش، كما أن وسائل الجيش القتالية لا تتناسب مع الوضع في غرداية، واعتبر مصدر أمني رفيع أن العد العكسي لتدخل الجيش في غرداية قد بدأ بالفعل، وينتظر العسكريون الأوامر من القيادة السياسية لنشر آلاف الجنود عند الضرورة. وعلى صعيد ميداني، عاد الهدوء الحذر والنسبي إلى أغلب أرجاء مدينة غرداية، حيث شهدت عدة أحياء بعض المناوشات المحدودة، وشلت أعمال العنف الأخيرة مدارس في بريان تضاف إلى المدارس المشلولة في غرداية، كما غاب مئات الموظفين والعمال عن مناصب عملهم بحجة ضرورة بقائهم في البيوت من أجل حراسة أسرهم. وقال ممثلون عن ضحايا أعمال العنف في غرداية “إن لم يتكلم بوتفليقة الآن فلا حاجة أن يتكلم مرة أخرى”، وقال ضمان مجيد أحد ممثلي الأسر التي باتت بلا مأوى “ماذا ينتظرون حتى يغيروا طريقة التعامل مع الوضع في غرداية؟”.