تراجعت وزارة التربية الوطنية عن قرار إلغاء الدورة الثانية لامتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، بعد أن سبق أن أعلن الوزير بابا أحمد في بداية الموسم الدراسي أنه سيلغيها، وهو القرار الذي تباينت حوله الآراء وأجمعت على ضرورة إلغائها كونها لا تخدم مصلحة التلميذ وتضعه في مأزق عندما يصل إلى الطور المتوسط. فالدورة الأولى حسب رزنامة الامتحانات التي أعلنت عنها الوزارة ستكون في 28 ماي المقبل، فيما برمجت الدورة الثانية بتاريخ 25 جوان 2014، وبذلك فالوزارة تعيد سيناريو السنوات الماضية في إنجاح كل المترشحين لهذه الشهادة بعد فوز الأغلبية في المرحلة الأولى والتحاق الراسبين بهم في المرحلة الثانية. التراجع انتقدته نقابات التربية وأجمعت أنه لا يخدم مصلحة التلميذ، فحسب رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني فإن الوزارة بهذا تجعل من حق كل التلاميذ الدخول إلى المتوسطات دون مراعاة مستواهم والإمكانيات التي يحتاجها هذا الطور، خاصة أن هناك تلاميذ يجتازون امتحان شهادة التعليم الابتدائي وهم يعانون ضعفا واضحا في اللغة، والوزارة حسبه تريد بذلك تجسيد القانون التوجيهي للتربية الذي ينص على أنه لا خروج للتلاميذ قبل 16 سنة، مع العلم أن القانون التوجيهي يعطي الحق للتلميذ الذي لا ينجح في اجتياز السنوات بشكل عادي الدراسة مع من هم أقل منهم سنا، وهذا يخلق فوارق عديدة، وحتى عند تنقله إلى المتوسط يجد نفسه مع من هم أقل منه، وهذا يؤثر عليه ويؤثر أيضا على السير العام للدراسة داخل القسم. هذه الوضعية يجب على الوزارة احتواؤها عن طريق فتح أقسام خاصة ومن ثمة مدارس خاصة بالفئات الضعيفة ومراعاة حالتها النفسية، وهو حل أحسن بكثير من تمريره إلى طور جديد بمستوى ضعيف لا يؤهله للتمدرس بصفة عادية مع بقية زملائه. نفس الانتقادات وجهها الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”أنباف”، حيث ذكر مكلفه بالإعلام مسعود عمراوي أن الدورة الثانية ستسمح بتمرير التلاميذ ذوي المستوى المحدود إلى طور المتوسط، وهو ما يؤثر سلبا فيما بعد على الدراسة ويحرم حتى النجباء من التمدرس في ظروف عادية بسبب مستوى التلاميذ الناجحين في دورة استدراكية، وهو ما قد يقتل عندهم روح الموهبة، لهذا كان الأجدر بالوزارة عدم التراجع عن قرارها في إلغاء هذه الدورة الذي أكدت السنوات التي طبقت خلالها أنها لم تقدم الجديد للتلاميذ. أما ”كناباست” فكان لها رأي مخالف، حيث قال المكلف بالإعلام مسعود بوديبة إن شهادة التعليم الابتدائي ليست مثل شهادة المتوسط أو البكالوريا، وهي أول امتحان رسمي يمكن التلميذ من معرفة خبايا الامتحانات، لهذا لا تؤثر الدورة الثانية لأنها تخدم في كثير من الأحيان التلاميذ الذين شعروا بالارتباك أثناء الامتحان ولم يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية، فيستدركون في الدورة الثانية، ويبقى في الأخير امتحانا تدريبيا فيه طابع تحسيني لتشجيعهم على الامتحانات الرسمية، كما أن هناك عددا مهما من الدول لا تعمل بهذا الامتحان بسبب سن التلميذ وعدم قدرته على اجتياز امتحانات مصيرية.