لا تزال الاتحادية الجزائرية للملاكمة تلتزم الصمت إزاء العريضة التي تلقتها، منذ ثلاثة أشهر، من مدربي الفرق، الذين طالبوا فيها بإيجاد حل عاجل للمندوبين المعيّنين خلال مختلف البطولات الوطنية، بعد التجاوزات التي حدثت خلال البطولة الوطنية للأشبال والأواسط التي احتضنتها مدينة الشلف. اصطلح على تسمية هذه التظاهرة ب«مهزلة الملاكمة الجزائرية”، نظرا للقرارات التعسفية التي اتخذت آنذاك، على حد قول عديد المدرّبين، الذين يرون بأن الكثير من الفائزين نالوا هذا الشرف من قبيل المحاباة، وذلك على حساب المتفوقين أصلا، لا لشيء سوى لأن المندوبين المعيّنين لإدارة المنازلات، هم أعضاء المكتب الاتحادي للملاكمة، ويشغلون، في الوقت نفسه، مناصب رؤساء رابطات أو نوادي، مما يجعلهم، بطريقة آلية، يكيلون بمكيالين في تحديد الفائزين، خاصة في المنازلات التي يحتكم فيها للنقاط. وإذا كان صمت اتحادية الملاكمة مفهوم، باعتبارها المتهم في القضية، فإن وجه الغرابة يكمن في غياب أي رد فعل من اللجنة الأولمبية الجزائرية ووزارة الشباب والرياضة إزاء هذه القضية، رغم تلقيهما لنفس العريضة، الموقعة من قبل 41 مدربا كانوا حاضرين في المنافسة المذكورة، بالرغم من بساطة ومنطقية مطلبهم، المتمثل فقط في تعيين مندوبين محايدين للإشراف على المنافسات الوطنية الرسمية . ولم يكن ليحدث هذا الأمر، حسب بعض الموقّعين على العريضة، لولا تستّر رئيس اتحادية الملاكمة على أعضاء مكتبه، الذين يشغلون في نفس الوقت مناصب رؤساء رابطات ورؤساء فروع في الأندية، على غرار النائب الأول لرئيس الاتحادية سمير بوشبرين (رئيس رابطة سطيف)، رئيس لجنة التحكيم جهيد مريو (رئيس رابطة تيزي وزو)، حسين أوشريف (رئيس رابطة عنابة)، عبد الغني كنزي (رئيس فرع فريق تيمزريت)، مراد زواش (رئيس فرع فريق الحامة بوزيان) ورياض باجي (رئيس فرع فريق عين ولمان). وتحدث هذه الخروقات القانونية، رغم المراسلات التي تلقتها الاتحادية المذكورة من الهيئة الوصية، التي ألحّت، في أكثر من مناسبة، على ضرورة الفصل في مسألة “الجمع بين الوظائف”، إلا أن الرجل الأول في الاتحادية نبيل سعدي ضرب هذه التعليمات عرض الحائط. وحتى مشاكل الرابطات الولائية والأندية لم تول لها الاتحادية أي اهتمام، وإلا بماذا نفسّر بقاء اعتماد بعض الرابطات دون مزاولة أي نشاط، على غرار رابطة غرداية، التي تخرّج منها أبطال وسبق لها تنظيم عدة بطولات، غير أن نشاطها تجمّد منذ أربع سنوات، إضافة إلى رابطات تيسمسيلت وسيدي بلعباس وسعيدة.