فريق أولمبيك مولودية البويرة لكرة اليد براعم أقصيّ وحرّم من المشاركة في بطولة الولاية وفي كأسها طيلة هذا الموسم، لعدم دفعه حقوق المشاركة في الوقت المناسب، الحقوق المقدرة بكمشة من الدينارات (!؟). بقي الفريق يتدرّب فقط دون خوض أيّ منافسة ولا أيّ مقابلة، ولولا إصرار مدربه وعزيمة شبانه لاغتيل مثلما تغتال الكثير من البراعم والشبان يوميا. قلت: مهما كان السبب وأيا كان المخطئ، الرابطة أم القائمون على الفريق، فحرام أن يحرّم شبان تحصّلوا الموسم الماضي على كأس الولاية بكلّ جدارة واستحقاق، وأن تحطّم عزائمهم ويُلجم حماسهم وتكبّل طموحاتهم. وقلت: كيف تتطوّر رياضتنا وكيف نكوّن فرقا قادرة على منافسة الكبار في المحافل الدولية؟ وجديرة برفع الراية الوطنية خفاقة في سماء النجومية؟ ألم تتساءلوا يوما لماذا لم نرفع كأس إفريقيا لكرة اليد لأكثر من حقبتين بعدما كنا أسيادا للقارة؟ لماذا لم نظفر بكأس إفريقيا لكرة القدم سوى مرة واحدة وببلادنا حيث الدعم الجماهيري المنقطع النظير؟ لماذا لا تستطيع أنديتنا الفوز بكأس رابطة الأبطال؟ ولماذا يُعدّ اللاعبون المحليون في الفريق الوطني لكرة القدم على أصابع اليد الواحدة أو أقل؟ أين أيام الاهتمام بالفئات الصغرى، خزان النخب؟ أين ذهبت منافسات أنجبت رحوي، بوطمين، مرسلي، بولمرقة، موسى وغيرهم كثير؟ أين البطولة المدرسية؟ أين العدو الريفي وأين سباق الحزب والبلديات؟ وأين..؟ قلت وأنا أسمع رئيس اللجنة الأولمبية الرياضية عند نزوله ضيفا على الإذاعة الوطنية، القناة الأولى، يوم 26 أكتوبر المنصرم، المصادف للذكرى الخمسين لإنشاء اللجنة وهو يقول بأنّه جدّ مسرور وراض عن النتائج المحققة خلال الخمسين سنة، والمتمثلة في خمس عشرة ميدالية أولمبية منها خمس ذهبيات (!؟).. قلت: عدد يتحصّل عليه عداء واحد فحسب أمثال كارل لويس، مايكل فلبس أو سرجاي بوبكا.. من دول تتقن العمل قبل الكلام، وتجتهد في صمت وتحصد الألقاب دون هوادة. وفي اليوم نفسه وإثر تحصّل ملاكم من بين الثمانية المشاركين في البطولة العالمية، عبّر المدير الفني للعبة عن سعادته الكبرى، واصفا النتيجة بالإنجاز العظيم. حرام علينا أن نحجب الحقيقة ونغوص في أحلام اليقظة.. حرام.. حرام علينا أن لا نبصر سوى الشجرة التّي تغطي الغابة.. حرام علينا أن لا نستثمر في الطاقات الشبانية التّي تزخر بها بلادنا. حرام علينا أن نضيّع على أنفسنا فرص كتابة تاريخ أبنائنا.. حرام علينا أن لا نرى الحقيقة مثلما هي، وأن نتشدق بنتائج بسيطة دون أن نعي بأنّنا بذلك نزرع بذور الاكتفاء بالقليل والتباهي باليسير. وأكثر من ذلك أن نعوّد الصغار على الكسل والخمول.