يعيش في مدينة ساوباولو البرازيلية نحو تسعين جزائريا قدموا من ولايات مختلفة من الجزائر، ومنهم من قضى عدة سنوات بها رغم أن المدينة لا تضمن الأمن في بعض من مناطقها، منها المنطقة المحيطة بالملعب الذي يحتضن إحدى مباريات المنتخب الجزائري. من بين الجزائريين يوجد فاروق ابن مدينة قايس بخنشلة، الذي قدم قبل أربع سنوات وهو الذي كان يملك مقهى الأنترنيت، حيث التقى فاروق بالإعلاميين الجزائريين وقدم لهؤلاء خدمات جليلة في بلد يفرض عدة إجراءات معقدة على الأجانب. فاروق الذي سعد كثيرا بقرب موعد المونديال الذي يعني بالضرورة موعد قدوم الجزائريين إلى هنا، عرض خدماته على الاتحادية بصدر رحب حين راسلهم على “الفايسبوك” قبل أشهر، وقد لجأنا إليه حين تعقدت الأمور وواجهنا عدة صعوبات بعد الخروج من المطار، ليساعدنا كون الأجانب ممنوعين من شراء شرائح الهاتف وحتى طريقة استعمالها معقد، وكراء السيارات بغرض التنقل صعب للغاية. وقال فاروق وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الصحافيين في ساوباولو “آخر الإحصائيات كانت تشير إلى تواجد نحو 92 جزائريا هنا باسوباولو، أعرف الكثير منهم، رغم أنني متواجد بالبلد منذ 2009 فقط، فهناك الغني وهناك الفقير وهناك حتى الحراڤ من بين كل هؤلاء الجزائريين، وفي الحقيقة كنت أعرف جزائريين اثنين وهما صديقان، واحد من مروانة والثاني من سطيف، أعتقد بأنهما قدما للتجارة، لكن أحدهما عاد وترك الثاني دون مال، فوجد نفسه حراڤا في ساوباولو، بينما أعرف من يشتغل في شركات بترولية كبيرة ويعيش حياة هنيئة وآخرين يعانون الفقر”، ليواصل “وضعية البعض صعبة جدا هنا للأسف.” كل شيء معقد في بلد المونديال تطرح شريحة الهاتف النقال مشكلا كبيرا في البرازيل، خاصة على مقربة من انطلاق الحدث العالمي، كون الجميع تساءل عن كيفية حل المشكل حين يزداد التوافد الجماهيري من الأجانب ويطالبون عن كيفية التواصل. ويمنع على الأجانب غير المقيمين بالبرازيل اقتناء شرائح الهاتف النقال، وحتى طريقة الاتصال بين الأشخاص من منطقة إلى أخرى ومن البرازيل إلى بلد آخر معقدة ويصعب فهم منطقها، ويدخل ذلك في نطاق الإجراءات القانونية المفروضة، كما أن الأمن يطرح مشكلا عويصا أيضا، بدليل أن التحذيرات كانت تلاحقنا دائما، ما جعلنا نسترجع شريط أحداث العنف في ساوباولو وسوروكوبا وعدة مناطق أخرى بسبب التنديد بمظاهر الفقر للشعب البرازيلي والبلد يصرف أمولا طائلة على الحدث الكروي، فيما يتم فرض إجراءات معقدة لكراء السيارات، وهو واقع جعل السؤال يفرض نفسه بقوة حول دور “الفيفا” في حل المشكل وهي التي تفرض شروطا على أي بلد نظير الاستفادة من شرف تنظيم المونديال، وهي الشروط التي تستند إلى التسهيلات خلال المنافسات حتى يضمن الاتحاد الدولي نجاح الدورة والإقبال الجماهيري. وتطرح اللغة البرتغالية أيضا مشكلا للذين لا يحسنون على الأقل التواصل باللغة الإنجليزية أو الإسبانية، ومع ذلك يجتهد العديد من البرازيليين من أجل فهم كل الضيوف بابتسامة عريضة تدل على أن الأساس موجود وهو حسن الضيافة. أنشر على