لم يكن سكون مدينة سوروكابا منذ وصولنا إليها سوى هدوء يسبق العاصفة، فقد عادت المظاهرات من جديد إلى هذه المدينة الهادئة منذ أمس، وكانت أقل حدة من المظاهرات السابقة في المدينة قبل نحو أسبوعين احتجاجا على الظروف المعيشية وصرف الدولة أموالا طائلة بالمقابل على تنظيم المونديال. كسرت مظاهرات سلمية أمس هدوء المدينة التي اختارتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في السابق مكانا لإقامة المنتخب الجزائري لهدوئها، حيث خرج العشرات من المواطنين إلى الشوارع الرئيسية لمدينة سوروكابا للتنديد بطريقة سلمية بالظروف المعيشية المزرية وارتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشية وساخطين في الوقت ذاته على صرف أموال طائلة على مشاريع لن تعود بالفائدة على البرازيليين ولا تخدم إلا أهداف ظرفية تتعلق بإنجاح الدورة النهائية لكأس العالم. ورفع المحتجون الذين ارتدى العديد منهم قمصان خضراء لافتات تندد بالظروف المعيشية الصعبة وتطالب بتحسينها وترفض إنجاح تنظيم المونديال على حساب آمال المواطنين، ما جعل قوات الأمن تتدخل من أجل ضمان عدم امتداد المظاهرات إلى شوارع أخرى في المدينة دون اللّجوء إلى استعمال العنف معهم. ويأتي ذلك قبل نحو 48 ساعة على موعد وصول المنتخب الوطني إلى سوروكابا، وهو مؤشر قوي على أن سكان سوروكابا الذين لا يهتمون كثيرا بالمنتخب الذي اختار مدينتهم مكانا لإقامته في المونديال يدركون، بالمقابل، بأن سوروكابا هي من بين المدن المعنية باستقبال ظروف البرازيل، ووجب بالتالي توظيف الورقة من أجل الضغط على السلطات لإسماع صوتهم طالما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وحتى السلطات البرازيلية تحرص على ضمان انطلاقة قوية للمونديالية بعيدا عن موجة الاحتجاجات التي قد تكون من أهم الأسباب لعدم نجاح المونديال البرازيلي. وصنعت المظاهرات أمس في المدينة الحدث بين كل المواطنين، بعد أيام من السكون الذي شهدته سوروكابا، ولم يتوان بعض المتظاهرين في القول “نريد أن نعمل وأن تتحسن ظروفنا المعيشية لا نريد ملاعب ولا أموالا تصرف على المونديال”. أنشر على