“إنها الكارثة”، “إهانة تاريخية للشعب البرازيلي”، “أكبر عار في تاريخ البرازيل”.. كلها عناوين تصدرت الصحف البرازيلية بعد الهزيمة السباعية التي ألحقها المنتخب الألماني بتشكيلة “السيليساو” في الدور نصف النهائي في المونديال، وهي الهزيمة التي لم يتجرعها الإعلام البرازيلي، الذي لم يحمّل المدرب لويز فيليبي سكولاري بمفرده المسؤولية، وإنما لكافة التشكيلة التي ألحقت، حسبها، العار بشعب بكامله. ثارت الصحافة البرازيلية، بمختلف أنواعها، المكتوبة والسمعية البصرية، في وجه تشكيلة المدرب سكولاري التي داست، حسبها، على تقاليد شعب برمته في كرة القدم، ووصل ببعض العناوين إلى حد وصف لاعبي ال”سيليساو” بالخائنين الذين لم يحافظوا على شرف البرازيل. وتحوّل التقني سكولاري بين عشية وضحاها من بطل قاد المنتخب البرازيلي، إلى الدور نصف النهائي، إلى “مدرب فاشل”، عجز حسب يومية “أو غلوبو دي ريو “، عن إعداد خطة مناسبة تقف في وجه المنتخب الألماني، ولو ل 45 دقيقة فقط. ليضيف كاتب المقال المعنون “أثقل هزيمة في التاريخ”، أن المدرب سكولاري فشل في تعويض غياب القائد المدافع تياغوو سيلفا، وأن النتيجة كادت تكون أثقل بالنظر على المنظومة الدفاعية المهلهلة لسكولاري، والتي كانت مفتوحة ومكشوفة أمام نظيره الألماني يواخيم لوف. “لماذا سكولاري ألحق بنا العار؟”، بهذا التساؤل باشرت صحيفة “فولها دو ساو باولو” تصويبها لسهامها للتقني البرازيلي، معتبرة إياه المسؤول الأول عن الهزيمة التاريخية، دون أن تستثني أيضا رفاق دافيد لويز، قائلة “ما جدوى الاعتذار يا لويس، فلقد دخلنا تاريخ العار”، في تعليقها على الاعتذارات التي قدمها اللاعب الملتحق هذه الصائفة بصفوف نادي العاصمة الفرنسية، باريس سانت جيرمان، بعد نهاية المقابلة. أما “صحيفة سبور برازيليا”، فقد سخرت كثيرا من الخطة التي انتهجها سكولاري أمام الألمان، وذهبت أبعد من حد اللباقة حينما كتب صاحب المقال المعنون “الإهانة”: “سكولاري كان فاقد الوعي، عندما أعدّ خطته التي واجه بها المنتخب الألماني، فالدفاع كان مفتوحا إلى درجة أن المنافس عبث بالمدافعين وكاد ينهي المقابلة بأكثر من 13 هدفا حقيقيا.” وسائل الإعلام الثقيلة، من جهتها، انتقدت بشدة المنتخب البرازيلي، ووصفت لاعبيه ب”باردي قلوب”، كما قالها منشط الحصة الرياضية لقناة “غلوبو” الذي أكد أن الهزيمة ستبقى وصمة عار في جبين البرازيليين الذين لا يحق لهم الآن الحديث عن كرة القدم.” منجز الحصة المذكورة، لم يتوان في تبريره لوصف لاعبي منتخب “السامبا” بعديمي القلب، بعرض مقتطفات من مباراة الجزائر أمام الألمان برسم الدور ثمن النهائي، ومباراة ربع النهائي بين ألمانيا وفرنسيا، منوها بإرادة لاعبي المنتخب الجزائري الذين صمدوا، حسبه، أمام “الماكينة” الألمانية ولم يهينوا، حسبه، علم بلدهم، شأنهم شأن لاعب “الديوك” الذين انهزموا، حسبه، لكن بشرف وبنتيجة يمكن تجرعها. ولم يكتف منشط الحصة التي شارك فيها العديد من الوجوه الكروية البرازيلية، على مدار السنوات السابقة، بل قال “كان من الأجدر على سكولاري أن يستلهم من الطريقة الجزائرية في الدفاع، لكن سكولاري فعل فعلته..”. حالة استياء كبيرة لاحظناها على محيا الصحفيين البرازيليين الذين التقت بهم “الخبر” بقاعة الصحافة لملعب أرينا كورينتياس، قبل انطلاق مباراة الأرجنتين أمام هولندا، حيث عجز أحدهم عن التعليق، مكتفيا بالقول “أعجز عن وصف درجة استيائي من الهزيمة، فالتاريخ سيشهد أننا خسرنا في ميداننا وأمام جماهيرنا بسباعية كاملة، فهذا هو العار”، قبل أن يضيف زميله الذي بدا وجهه مصفرا، قائلا “أعتقد أن الهزيمة ستمس بهيبة المنتخب البرازيلي، فأمامنا أعوام وأعوام لإعادة هذه الهيبة.”