هو الإمام العلاَمة المتفنَن الرحَالة القاضي الفاضل المحدَث المسند المبارك المصنَف المفسَر المؤرخ أبو العباس أحمد بن حسنين علي بن حسن بن علي بن ميمون بن قنفذ، القسنطيني الجزائري الشهير بابن الخطيب وبابن قنفذ (ت:810ه). ولد في حدود سنة 740ه بمدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، نشأ في بيت علم وفضل، روى عن ابن غريون، وأخذ عن ابن عبد السّلام وغيرهم من العلماء والمشايخ. وبعد رحلاته القصيرة إلى المغرب الأقصى وتونس عاد ليستقرّ في مدينته قسنطينة حتّى وفاته بها سنة 810ه عليه رحمة الله تعالى، حيث تولّى الإمامة والخطابة في مسجدها الجامع، وليقوم بإلقاء دروس في التّفسير والحديث الشّريف والفقه، فينتفع بعلمه الكثير من التلامذة وطلاب العلم سواء بمسجد المدينة أو في بيته. الكتاب هذا الكتاب عبارة عن تاريخ صغير لوفيات الصّحابة والعلماء والمحدَثين والمفسَرين المؤلَفين رتَبه ابن قنفذ على القرون وعلى تواريخ وفياتهم واستهلَه بوفاة سيَد الأوَلين والآخرين النّبيَ العربيَ الكريم محمّد بن عبد الله صلوات الله سلامه عليه سنة 11ه، وانتهى به إلى العشرة الأولى من المائة التاسعة... ولكون هذا الكتاب من المراجع السّهلة الّتي اعتمدها ويعتمدها المؤلّفون لمعرفة تاريخ وفيات مشاهير الرّجال من أبناء الأمَة الإسلامية وخصوصًا العلماء منهم، فقد أفرده كثير من القارئين على حدّه وفصلوا بينه وبين ”شرف المطالب”، وقد نال انتشارًا كبيرًا.. فالتنبكتي نقل عنه في ”نيل الابتهاج” وابن مريم التلمساني في ”البستان” والزِّرَكلي في ”الأعلام”.. طبع الكتاب بمطبعة دار الآفاق الجديدة ببيروت بتحقيق عادل نويهض. كلية الدراسات الإسلامية بقطر