قال الله تعالى: “ومَا آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكُم عنه انتهوا” الحشر:7، وقال كذلك: “قُل إن كُنتُم تُحبُّون اللهَ فاتّبِعونِي يُحْبِبكُم الله ويغفر لكم ذُنوبكم والله غفور رحيم” آل عمران:31، فطاعة الله واجبة وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم واجبة أيضًا، وقد أمر الله عزّ وجلّ في كتابه النساء المؤمنات وأمرهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بارتداء الحجاب أمام الرجال الأجانب عنهم وهم غير المحارم، قال تعالى: “يا أيُّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتِك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنَى أنْ يُعرَفن فلا يُؤْذَين وكان الله غفورًا رحيمًا” الأحزاب:59، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “صنفان من أهل النّار لم أرهما.. -وذكر منهم- نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهنّ كأسنمة البُخت، لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا” رواه مسلم. هذا وإنّ للحجاب حتّى يكون شرعيًا شروطًا وضوابط مستخرجة من الكتاب والسُنّة، منها أن لا يكون شفافًا يرى من ورائه لون بشرتها، وأن لا يكون ضيقًا يصف جسمها للحديث السالف الذكر، قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: وقد فسّر قوله رحمه الله “كاسيات عاريات” بأن تكتسي ما لا يسترها، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية، مثل مَن تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها، أو الثوب الضيّق الّذي يبدي تقاطيع خلفها، وإنّما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفًا واسعًا. ومن تلك الشروط أن لا يشبه لباس الرجال، وأن لا يشبه لباش الكافرات، وأن لا يكون زينة في نفسه، وأن يكون سابغًا يغطي جميع بدنها، أما ما ترتديه بعض النساء اليوم من ألبسة ضيّقة وشفافة لا تغطي من جسمهنّ ولا من شعرهنّ إلاّ جزءًا منه، فذلك لا يعتبر من الحجاب الشرعي، وعلى المرأة المؤمنة أن تعلَم أنّ كرامتها وعرضها في ارتدائها الحجاب، لا في نزعه أو التساهل في بعض شروطه. ولم يكن إتيان أمر الله تعالى به عائقًا أبدًا في طلب العلم وأخذ الحقوق، قال تعالى: “ومَن يتَّق اللهَ يجعَل لهُ مخرجًا * ويرزقه مِن حيثُ لا يحتَسِب” الطلاق:2-3.