كان عدم التحكم في السرعة عند الوصول إلى المنعرج المتواجد في مدخل محطة حسين داي، من بين الفرضيات التي ناقشتها وصنفتها اللجنة المنصبة أمس من قِبل وزير النقل، عمار غول، للتحري في أسباب انحراف القطار، أول أمس، في انتظار قراءة معطيات العلبتين السوداوين والتأكد من سلامة السكك الحديدية المتواجدة بمكان الحادث، إلى جانب سماع أقوال سائق القطار الذي لازال متواجدا بمستشفى مصطفى باشا متأثرا بجروحه. كشفت مصادر موثوقة من قطاع النقل أن التطرق إلى فرضية عدم التحكم في السرعة جاء بعد الانتهاء من جرد الأضرار التي لحقت بالقطار، والذي أتلف بنسبة 60 بالمائة، ما يؤكد مدى قوة الصدمة التي تعرّض إليها القطار، غير أن المعلومات الأولية للتحقيق تشير، حسب المصادر نفسها، إلى أن السائق كان احترم معدلات السرعة المبرمجة في كل شطر من السكة انطلاقا من محطة الجزائر إلى آغا ثم الورشات ببلكور إلى حسين داي، في انتظار التأكد من السرعة التي كان يسير بها عند الوصول إلى المنعرج المتواجد قبيل محطة حسين داي، والذي يجب أن تنزل فيه السرعة إلى 30 كيلومترا في الساعة. وحسب المصادر نفسها، فإن برنامج السرعة المعتمد ينص على أن تنخفض بمنعرج حسين داي إلى 30 كلم/ساعة، كما يؤكد على عدم تجاوزها بين محطتي الجزائر وآغا (30 كلم/ساعة)، على المسافة المقدرة ب800 متر، في الوقت الذي يمكن للسائق أن يرفعها إلى 60 كلم/سا بين محطتي آغا والورشات ببلكور، ثم إلى 120 كلم/سا بين بلكور وحسين داي، لتنخفض عند المنعرج إلى 30 كلم/سا. في السياق نفسه، لم تستبعد المصادر ذاتها وجود أسباب أخرى لا يمكن الكشف عنها إلا بعد قراءة معطيات العلبتين السوداوين، مؤكدة بأنه لا يمكن الإعلان عن النتائج النهائية دون سماع أقوال سائق القطار، التقني السامي في الإعلام الآلي، والذي التحق بالشركة في جانفي 2013، ليصبح سائقا بها بعد العديد من التربصات، منذ شهر ماي الفارط. من جهة أخرى، كشفت المصادر ذاتها أن القطار المنحرف تم شراؤه سنة 2007 بما قيمته 4 ملايين أورو. للتذكير، فقد نقلت الشركة الوطنية للسكك الحديدية 35 مليون مسافر السنة الماضية دون تسجيل أي حادث، في الوقت الذي تحصد الطرقات الآلاف من الضحايا يوميا. عودة تدريجية لحركة النقل بالسكة الحديدية في العاصمة على صعيد آخر، عادت حركة النقل بالسكك الحديدية انطلاقا من الجزائر تدريجيا أمس، بعد انحراف القطار الرابط بين الجزائر والثنية بالقرب من محطة حسين داي صباح أول أمس، مخلفا وفاة سيدة و93 جريحا غادروا المستشفى، ماعدا أربعة منهم لا يزالون تحت المراقبة الطبية. وقامت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية بإزالة القطار من مكان وقوع الحادث من أجل ضمان استئناف الحركة.