البوتاسيوم هو واحد من المعادن الرئيسية كالصوديوم والكلور، وهو المغذيات التي توجد داخل الخلايا، إما في شكل حر أو مرتبط إلى البروتينات. يختلف تركيزه اعتمادا على النسيج: فهو أعلى في العضلات (بما في ذلك عضلة القلب)، مقارنة مع العظام. ومخزون البوتاسيوم في جسم الإنسان حوالي 150 غرام للرجال و100 جرام للمرأة. البوتاسيوم يلعب دورا رئيسيا في حسن سير الوظائف الحيوية لجسمنا، كالحفاظ على فرق التركيز بين داخل وخارج الخلية، والذي يسمح بتنشيط الخلايا العصبية والعضلات وقوة انقباض العضلات التي تعتمد على البوتاسيوم، سواء العضلات الملساء كجدران الأمعاء أو الأوعية الدموية أو عضلة القلب. أما في المعدة فيحافظ البوتاسيوم على حموضة إفرازات المعدة، وهذا مهم لتحقيق التوازن في الجهاز الهضمي. وفي الكلى، فإنه ينظم حركات إدخال وإخراج الأيونات الأخرى مثل الصوديوم والكلور. كما أن البوتاسيوم يضمن الانتقال الجيد وانتشار النبضات العصبية في جميع أنحاء الجسم. كما أن لديه تأثيرا على تقلص العضلات، وخاصة لمن يبذل نشاطا عضليا، فإنه يحد من ظهور التشنجات والآلام في العضلات الأخرى المرتبطة بالإجهاد، والبوتاسيوم قادر أيضا على خفض ضغط الدم، ويساعد على منع أمراض القلب والسكتة الدماغية. البوتاسيوم التي يحتويه الطعام يمتص بسرعة من الجهاز الهضمي، وبمروره إلى الدم عن طريق الأمعاء يحدث توازن تركيز البوتاسيوم في الدم على أساس الاحتياجات عن طريق عمل الكلى. وتختلف متطلبات البوتاسيوم اعتمادا قليلا على التغيرات المناخية والعادات الغذائية العرقية ونمط الحياة، فمثلا تقلّ هذه الحاجيات عند كبار السن بسبب تلف العضلات وتزداد عند الرياضيين بسبب فقدانه عن طريق التعرق. لا يمكن للجسم تصنيع البوتاسيوم لذا يجب تقديمه بكميات كافية من خلال النظام الغذائي، بما في ذلك استهلاك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم واتباع نظام غذائي متنوع يساعد على ضمان احتياجاتنا اليومية ونجد من الأطعمة الغنية الخضراوات (القرنبيط والسبانخ والملفوف والكوسا)، والفواكه (الموز والحمضيات والأناناس والمشمش المجفف والتمر)، والقمح، والبقوليات (الفول والفاصوليا الجافة والبازلاء الجافة والعدس) والفاكهة البذور (اللوز والبندق)، والكاكاو أو الشوكولاطة السوداء.