أعلنت وزارة الداخلية المغربية، مساء أول أمس، أن التحريات مع المواطن الجزائري الذي تم إيقافه، الأحد الماضي بمنطقة بني درار بوجدة، كشفت أن تنظيم “جند الخلافة” بالجزائر أرسله إلى المملكة للتنسيق مع عناصر متطرفة موالية لما يسمى ب«داعش”. قالت الدّاخليّة المغربية، في بلاغ صادر عنها نشر بشكل واسع في وسائل الإعلام المغربية، إن التحريات مع الجزائري الموقوف كشفت عن عزم تنظيم “جند الخلافة” استقطاب عناصر متشبعة ب«الفكر الجهادي” داخل المملكة المغربية، وذلك مثلما أشارت “قصد إخضاعها لتدريبات عسكرية بالجزائر، في إطار مشروع مشترك لإعلان “الجهاد” بدول المغرب العربي وكذا أوروبا، تماشيا وفق ما ذكرت مع “الإستراتيجية التوسعية لما يسمى بالدولة الإسلامية”. وأفاد البيان أنه في إطار هذا التنسيق “نجح هذا المواطن الجزائري في نسج علاقة وطيدة بالمنطقة الشرقية مع شخص جاري تحديد هويته من أجل إلقاء القبض عليه”. وعن ظروف توقيف المتهم، ذكرت الداخلية المغربية بأنه “إثر تحقيقات دقيقة دامت عدة أشهر قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني “دي أي تي”، تمكنت فرقة الشرطة القضائية من إلقاء القبض على المواطن الجزائري الذي ينتمي إلى تنظيم “جند الخلافة” الذي ينشط فوق تراب الجارة الشرقية للمملكة، والذي سبق له أن تبنى اغتيال الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال”، مضيفا أنه “سيتم تقديم المشتبه فيه إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة”. وأشار البيان إلى أن المحجوزات التي ضبطت بحوزة الجزائري الموقوف تخص مواد خطيرة وأجهزة تستعمل في الاتصالات اللاسلكية، إضافة إلى رسم بياني مكّن تفحصه من اكتشاف كميات هامة أخرى من مواد خطيرة، بالإضافة إلى أسلحة نارية بمنطقة متواجدة بين بني درار وأحفير بوجدة. وحمل البيان، في طياته، ما يشبه اتهاما بتصدير الجزائر للإرهابيين، في وقت كان وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد، قبل أشهر قليلة، أعلن أن عدد الجهاديين المغاربة الذين يقاتلون تحت لواء “الدولة الإسلامية” يفوق 2000 جهادي. وقال الوزير المغربي، أمام أعضاء مجلس المستشارين، الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، إن “المعلومات الاستخباراتية المتوافرة تفيد أن هناك أكثر من ألفي جهادي مغربي يقاتلون في صفوف “الدولة الإسلامية”، وتم تعيين 5 منهم مؤخرا في مسؤوليات مهمة”. وأضاف ردا على أسئلة المستشارين أن “أحد الجهاديين الخمسة الذين يتحملون مسؤوليات في التنظيم، ويحملون ألقاب أمراء، تم تنصيبه أميرا عسكريا في تنظيم “داعش”، بينما تم تنصيب ثان كقاض شرعي، ثم أميرا على اللجنة المالية، وأمير منطقة جبل تركمان، وأميرا للحدود الترابية”. وأوضح أنه حتى اليوم “قتل 200 جهادي مغربي في العراق على الجبهة، فيما عاد 128 إلى المغرب ويخضعون للتحقيق تحت إشراف السلطات الأمنية”. وتشير الأرقام إلى أن عدد الجزائريين في صفوف “داعش” هو الأضعف مقارنة بالجنسيات العربية الأخرى، حيث يتصدر السعوديون والتونسيون والمغاربة صفوف تنظيم “أبو بكر البغدادي”.