دوّت مؤخرا ببلدية أرزيو في وهران، فضيحة تخص قطاع التربية، تمثلت في اكتشاف منتخبين لعدد كبير من المنضدات مكدسة بحظيرة البلدية في وقت كان من المفروض أن توزع في شهر جوان الماضي، وذلك رغم أنه في بعض المدارس الابتدائية يجلس 3 تلاميذ في منضدة واحدة منذ بداية الدخول المدرسي. تسبب استهتار ولامبالاة المسؤولين المعنيين ببلدية أرزيو عاصمة المحروقات، في معاناة تلاميذ بمدارس في المحقن، حي قورين ووسط المدينة الذين تابعوا دراستهم منذ بداية الموسم الدراسي الحالي في ظروف غير طبيعية جراء حرمانهم من حقهم في مقعد دراسي على غرار نظرائهم في مدارس ابتدائية عبر ربوع الوطن، وفرض عليهم قاعدة منافية للتعليم تتمثل في إشراك 3 تلاميذ في منضدة واحدة عكس مع ما تقتضيه أبجديات العمل التربوي على ضوء الإصلاحات التي تشهدها المنظومة التربوية. مع العلم أن سبب جلوس 3 تلاميذ في طاولة واحدة ببعض الابتدائيات ليس الاكتظاظ وإنما نقص في وفرة الطاولات. وما يثير الغرابة، حسب مصادر مؤكدة، أن المنضدات المخزّنة رغم الحاجة الملحة إليها، عُثر عليها مفككة ”مع أنه كان من المفروض على الممون أن يأتي بها جاهزة للاستعمال”، ما أدى إلى تجنيد عمال من أجل تركيبها وتوزيعها على المدارس التي تعاني من النقص أو تلك التي تتوفر على منضدات غير صالحة للاستعمال، مع العلم أن هذه العملية انطلقت الأسبوع الماضي وما زالت متواصلة. وعن سبب عدم توزيع الطاولات المدرسية الموجهة للمدارس الابتدائية في الوقت المناسب، ذكرت مصادرنا أن العاملين بالحظيرة تحججوا بعدم وجود شاحنات لنقلها، ”وهذا عذر أقبح من ذنب بالنسبة لبلدية ميزانيتها تفوق 80 مليار سنتيم”. وتساءل محدثونا عن الجدوى من صرف الأموال العمومية لتوفير وسائل بيداغوجية لا يستفيد منها التلاميذ، والأمرّ من ذلك، حسبهم، أنها تبقى مرمية في حظيرة البلدية أين تكون معرضة للإتلاف وطالب من علموا بهذه الكارثة المدرسية، بفتح تحقيق إداري من قبل مديرية التربية وكذا ولاية وهران لتحديد المسؤوليات وتسليط العقوبات على كل متهاون ”إذ أنه من غير المعقول ألا تكون مصلحة من المصالح المعنية قد تفطنت لأمر المدارس التي يجلس تلاميذها 3 في منضدة واحدة وحاولت الاستفسار أو قدمت تقارير للمعنيين بهدف التحرك ووضع اليد على الخلل”.