طلبت الجزائر من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، عقد اجتماع عاجل يوم 1 أفريل المقبل لمناقشة الأعمال الإرهابية التي تنفذها جماعة بوكو حرام النيجيرية، التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، عن المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان، رولاندو غوميز، أن الطلب أودع باسم المجموعة الإفريقية بالهيئة الأممية، وأن الرئيس الحالي للمجلس، الألماني جواكيم غوك، تلقاه ليلة الخميس إلى الجمعة الماضية. وأوضح بأن “19 بلدا إفريقيا وقعوا على الطلب وأن تفاصيله ستعرف اليوم”، يقصد أمس الجمعة. ويتزامن التحرك الإفريقي، على الصعيد الأممي، لمواجهة تنامي خطر الجماعة الإرهابية، مع نهاية الحملة الانتخابية للرئاسيات في نيجيريا، التي جرت في ظروف من الخوف والقلق، بسبب الرعب الذي نشرته بوكو حرام في مناطق واسعة من البلاد. وهدد التنظيم الإرهابي بالتشويش على سير الاقتراع الذي سيجري اليوم السبت، ويتعرض حاليا للضغط من طرف قوة عسكرية إقليمية تحاصره في معاقله بشمال شرق نيجيريا. يشار إلى أن مجلس حقوق الإنسان نادرا ما يجتمع في دورات طارئة. وقد التأم 22 مرة منذ نشأته في 2006، وبإمكان، حسب النصوص التي تأسس عليها، أن تستدعى دورة استثنائية له بشرط أن تتم بطلب من ثلث الأعضاء، ما يعادل 16 دولة. وكان التنظيم الإسلامي المسلح أعلن، في 7 مارس الجاري، ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، في تسجيل صوتي منسوب لزعيمه أبو بكر شيكاو. ويترجم الطلب الإفريقي، المقدم للأمم المتحدة باسم الجزائر، مخاوف الدول الإفريقية وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية، من احتمال ربط صلات بين بوكو حرام وفرع داعش في ليبيا، حيث التأسيس، ومن امتداد خطر إسلاميي نيجيريا المسلحين إلى غرب إفريقيا ومنطقة الساحل. ففي هذه الحالة، سيصل تهديده إلى السواحل الإفريقية للمحيط الأطلسي، ما سيشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة. وسيصل أيضا إلى جنوب المتوسط، ما يشكل خطرا على كل دول جنوب أوروبا، وهو سيناريو لا تتمنى القوى الغربية مواجهته.