يوظف تنظيم “داعش” أدوات ضغط في إدارة صراعه مع الغرب، حيث بدأ منذ فترة زمنية قصيرة يلوح باستغلال التدفقات البشرية للمهاجرين غير الشرعيين كسلاح بات يؤرق الساسة الأوروبيين بالخصوص، وإن كان الأمر أقرب إلى التهديد منه إلى الواقع . كشف تقرير لوزارة الدفاع الإيطالية عن جوهر المخاوف الأوروبية التي تنحصر في جانبين: الأول إمكانية توظيف التدفق البشري وشبكات الهجرة غير الشرعية كعامل ضغط، مع السماح برفع أعداد المهاجرين إلى السواحل الأوروبية، وهو ما سيثير مشاكل إنسانية كبيرة على شاكلة ما عرف بظاهرة “البواخر البشرية” التي بدأت من فيتنام في 1975 مع سقوط المناطق الجنوبية الموالية للولايات المتحدة. الثاني استغلال الأمواج البشرية للمهاجرين غير الشرعيين للتغلغل إلى الأراضي الأوروبية وخاصة الإيطالية لتحضير عمليات تستهدف المصالح العربية، خاصة أن إيطاليا تحتضن المقر الرئيسي للقيادة الجنوبية لحلف الناتو. ورغم المخاوف القائمة، فإن المتابعين للشأن الليبي يشيرون إلى صعوبة تطبيق داعش عمليا مثل هذا التهديد، لسيطرته على ميناء مدينة درنة فقط، إلا إذا استفاد داعش وحلفاؤه من دعم لوجستيكي للتنظيمات التي تسيطر على السواحل الغربية منها فجر ليبيا، وهو ما يدفع أوروبا إلى استباق الأمر في هذا الاتجاه. تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي التقى فيه أمس وزراء خارجية وداخلية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع عاجل في لوكسمبورغ، لبحث أزمة الهجرة غير الشرعية وتزايد حوادث غرق المهاجرين خلال محاولات الوصول إلى سواحل القارة الأوروبية عبر البحر المتوسط، بعد مصرع 700 شخص في غرق قارب بمضيق صقلية، تم الإعلان عن مصرع 3 أشخاص بينهم طفل غرقا في انقلاب قارب آخر يحمل مهاجرين أمام جزيرة رودس في البحر المتوسط، فيما تمكنت قوات خفر السواحل اليونانية من إنقاذ أعداد منهم، وهم الذين أتوا من السواحل التركية في محاولة للوصول إلى اليونان.