قال المجاهد صالح بن قبي إن وثائق سرية كشف عنها مؤخرا توضح تواطؤ كنيسة الفاتكيان ضد الثورة الجزائرية، وقال إن الكنيسة لعبت دورا سلبيا خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر من أجل أطماع مادية. وأوضح المجاهد خلال مداخلة ألقاها بمنتدى الذاكرة الذي تنظمه جمعية “مشعل الشهيد” بجريدة المجاهد، أن الامتيازات التي حصلت عليها فرنسا في البحر المتوسط عقب احتلالها للجزائر جعلتها محل مطامع كنيسة الفاتيكان. وتناول منتدى الذاكرة أمس محطات حاسمة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، تكريما للفقيد امحمد يزيد والرمز حسين آيت أحمد، وذلك بمناسبة مرور الذكرى 60 على انعقاد مؤتمر باندونغ الذي شكل محطة هامة في مسار الدبلوماسية الجزائرية، وعقد في مدينة باندونغ الإندونيسية عام 1955، ومن خلال مداخلات متعددة ، أوضح باحثون ومجاهدون أهمية المؤتمر في نقل القضية الجزائرية إلى مستوى دولي، وإدراجها ضمن جدول أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة. وأوضح بن قبي صالح أن قناعة قادة الثورة الجزائرية بأهمية العمل الدبلوماسي بدأت بعد الحرب العالمية الأولى، حيث تشكلت قناعة لديهم بأهمية العمل السياسي مقابل العمل العسكري المسلح، وأدى كل من المجاهد الراحل امحمد يزيد رفقة الزعيم حسين آيت أحمد دورا كبيرا من خلال تمثيل الجزائر في مؤتمر باندونغ. واعتبر رجل القانون والمؤرخ عامر رخيلة من جهته أن حنكة رجال الثورة الجزائرية دفعتهم إلى بذل جهد كبير من أجل تمثيل الجزائر في مؤتمر باندونغ بكل الطرق، وقال إن المؤتمر الذي شارك فيه 600 مندوب من 29 دولة، حضرته جبهة التحرير الوطني ضمن الوفد المغاربي، وقد سلط المؤتمر الضوء بقوة على القضية الجزائرية، بعد أن أوصى بضرورة إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الاستعمار الفرنسي الذي قرر مقاطعة المؤتمر ومغادرة القاعة.