افتتحت، أمس، فعاليات الدورة 68 لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، بعرض الفيلم الفرنسي “الرأس مرفوعة” للمخرجة الفرنسية إيمانويل بوركات، وبطولة كاترين دوناف. ويعرف مهرجان “كان” هذا العام إقبالا كبيرا من الإعلاميين والنجوم، حيث بلغ عدد الصحافيين، بحسب المنظمين، حوالي 10 آلاف صحفي، بينما استقطب البساط الأحمر نجوما منهم مايكل فاسبندر وبينتسيو ديل تورو وغابريل بيرن وماريون. يعتبر الوصول إلى مدينة “كان” من 13 إلى 24 من الشهر الجاري، في حد ذاته إنجازا هاما في مسيرة صناع السينما العالمية، فمع إعطاء إشارة انطلاق المهرجان أمس في قصر المهرجانات على سواحل مدينة كان، تبدأ الدول الطامحة إلى حجز مكان لها على الصعيد العالمي في عد النجوم الذين مروا على البساط الأحمر، والأفلام وحتى عدد الحضور من طراز الممثلة الفرنسية كاترين دوناف، التي افتتحت بفيلمها الفرنسي الجديد “الرأس مرفوعة”، بمشاركة كل من الممثلة سارة فوريستير والممثل مارسيا رومانو، فعاليات دورة 2015، إنه شرف كبير منح للسينما الفرنسية هذا العام في برنامج الأفلام خارج المنافسة، ضمن باقة من الأفلام الهامة تشمل فيلم “رجل خارج السيطرة” لوودي آلان، والفيلم الكارتوني “داخل وخارج” إخراج بات دوكتور و”الأمير الصغير” إخراج مارك أوزبورن، بالإضافة إلى الفيلم المرتقب “ماكس المجنون: طريق الغضب” من إخراج جورج ميلر، ويعتبر هذا الفيلم من أهم عروض صيف 2015. مع مرور الزمن يزداد مهرجان “كان” السينمائي الدولي بريقا يوما بعد يوم، يستقطب إليه آلاف الزوار، فعدسات القنوات العالمية لا يمكن أن تضبط أجندتها السنوية خارج المهرجان، والصحافة المكتوبة ووكالات الأنباء. كما يؤشر اليوم الأول لافتتاح الدورة 68 لمهرجان “كان” إلى أن هذا الحدث السينمائي أكبر من مجرد مهرجان للسينما، بالأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية التي جعلت من مدينة “كان” تتنفس لمدة 15 يوما، كل عام، عالمية تحسد عليها. وقد اختارت الدورة ال68 للمهرجان موضوعا يلامس حقوق الطفل، كما يحكي فيلم “الرأس مرفوعة” حكاية قاضية فرنسية، تجسد دورها كاترين دوناف، تسعى إلى منح فتى قاصر الأمل في الحياة، وحمايته من الجريمة في ظل القوانين الفرنسية. حاز الفيلم إعجاب الحضور بشكل عام، ليس فقط من الناحية الفنية، بل أيضا لاختياره موضوعا يلامس واقع الأطفال، ويعيد ذكريات المهرجان مع عرضه لأول مرة فيلما من إخراج امرأة قبل نحو 28 عاما، في افتتاح المهرجان السينمائي الذي يركز هذه المرة على الشباب في مجالات مختلفة من صناعة السينما. يبقى البحث عن نجوم السينما العربية على البساط الأحمر هذا العام، أو حتى في برنامج التظاهرات المختلفة للمهرجان يشبه البحث عن شعرة وسط كومة من الصوف، فبخلاف بعض الأسماء القادمة من المغرب العربي، لا يمكن الحديث عن حضور عربي مميز، إلا أن المخرج الشاب الياس سالم الذي شغل الدنيا بفيلمه “الوهراني”، نجد له صورة أنيقة وهو مبتسما ضمن كتالوج المواهب العالمية، فقد تم اختياره ضمن قائمة الخمسة مخرجين الذين برعوا في عالم الأفلام القصيرة، كما توضح ملخصة المهرجان التي تضع الياس سالم على خط واحد رفقة كل من أندريا باستيان وفريديك ميرود وكليمون ميشال وستيفاني ومرت. أسماء عربية أخرى نجدها متألقة في قائمة برنامج المخرجين ال15، وإن كان هذا البرنامج لا يضم أي جائزة، إلا أن المخرج المغربي، نبيل عيوش، حاضر بفيلمه الطويل “موش لسوف” الذي يحكي قصة أربع نساء من بائعات الهوى، من إنتاج عام 2012، كما يحضر في ذات البرنامج ابن بلده المخرج المغربي الأنغولي فيصل بولوفة، الذي تم اختيار فيلمه القصير “رأت مي” من إنتاج 2012، ضمن برنامج جائزة أيلي، شأنه في ذلك شأن المخرج والمنتج الجزائري مؤنس خمار، الذي يشارك في برنامج شبكة المنتجين السينمائيين في مهرجان “كان”، التي تجمع حوالي 60 منتجا سينمائيا محترفا، يلتقي مؤنس خمار في هذا البرنامج مع ممثلي الشركات العالمية لمناقشة مشاريع مستقبلية. وتبقى المشاركة العربية محتشمة جدا على مستوى لجان التحكيم، فالحضور العربي نجده مع المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيسيكو، الذي يترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الخاصة ببرنامج “سيني فوندايشن”، أين سيتم عرض فيلم تونسي ضمن المسابقة للمخرجة كوثر بن هنية، ومن بينهم مايكل فاسبندر وبينتسيو ديل تورو وغابريل بيرن وماريون كوتيار وكولين فاريل وكيت بلانشيت ورايتشل وايز وإيملي بلانت. إلى ذلك فقد استطاع فيلم لمخرج ذي أصول عربية لبنانية أن يحجز مكانا ضمن المتنافسة الرسمية للأفلام القصيرة، فالمخرج اللبناني إيلي داغر بفيلم “أمواج 98” دخل ضمن 19 فيلما بنكهة عربية ينافس على جائزة السعفة الذهبية هذا العام، ضمن مسابقة نصف أفلامها من فرنسا وإيطاليا.