نجحت الجزائر في إقناع تنسيقية حركات الأزواد على التوقيع، أمس، بالأحرف الأولى على اتفاق السلام والمصالحة في ماليبالجزائر، غير أن هذا التوقيع يبقى شكليا، بعد أن أكد الأمين العام للتنسيقية، بلال أغ الشريف، عن “رفض شعبه للاتفاق الذي أخفق في التكفل بانشغالاته”، موضحا أن التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق بالجزائر جاء “لإظهار النية الحسنة للتنسيقية، والتزامها بإيجاد حل يرضي جميع الأطراف بمالي”. بالمقابل، أكدت تنسيقية حركة الأزواد عدم مشاركتها اليوم بباماكو في مراسيم التوقيع على الاتفاق النهائي للسلام والمصالحة، موضحة على لسان أمينها العام “أن الاتفاق يحتاج العديد من المناقشة”. وقال وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، إن التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام والمصالحة في مالي من قِبل تنسيقية حركات الأزواد يعتبر “انتصارا للعقل والضمائر الحية في المنطقة”. وفي كلمة له، خلال حفل التوقيع على الاتفاق بحضور أعضاء الوساطة الدولية، اعتبر أن ما أنجز “يمثّل انتصارا للعقل والضمائر الحية في المنطقة، ويدفعنا إلى المزيد من العمل من أجل تحقيق إنجازات في ليبيا مثل ما تم تحقيقه في مالي”. وفي الإطار نفسه، أوضح الوزير أهمية التوقيع على الاتفاق قائلا “إن ما أنجز بين الفرقاء الماليين جزء مهم يتطلب استكمال الجزء الآخر الأهم، من خلال بناء الثقة وغرس ثقافة الوئام والمصالحة والسلام بين هذه الطاقات الحية التي لا طالما استثمرت في المواجهة والاقتتال، مؤكدا “أن الجزائر تؤمن بأن استقرارها وأمنها ورفاهيتها يكمن في رفاهية وأمن واستقرار البلدان المجاورة”. وعلى صعيد آخر، دعا لعمامرة كل الفرقاء في مالي إلى تحمل مسؤولياتهم بالاحتكام إلى القرارات والإعلانات والبيانات التي تم التوقيع عليها، والتي تهدف إلى وقف الأعمال العدائية مهما كانت طبيعتها. من جهته، أكد الأمين العام للتنسيقية أنه لا يمكن للتنسيقية التي ترفض التوقيع على الاتفاق حضور مراسيم التوقيع التي ستنظم اليوم بباماكو، كمجرد زائر، قائلا “لا نريد أن نحرج الحكومة المالية وفريق الوساطة”، مضيفا “أنه يجب الاتفاق على بعض الأمور للتوقيع النهائي على الاتفاق”.