صنعت البطولات الوطنية والجهوية الحدث في الموسم الكروي الحالي، ولكن ليس بمستواها أو حسن تنظيمها أو أي شيء آخر، وإنما بأداء التحكيم فيها الذي اعتبره الكثير من المعنيين بصفة مباشرة أو غير مباشرة “كارثيا على طول الخط”. أثار التحكيم في بطولة الرابطة المحترفة الأولى على وجه الخصوص الكثير من الانتقادات هذا الموسم، بسبب ما وصف بالأخطاء الكارثية التي وقع فيها حكامنا، وغيرت مجرى الكثير من المباريات، بما فيها لقاءات كأس الجمهورية، ليخطف بذلك حكامنا الأنظار، في وقت كان من المفروض أن تكون هذه الأخيرة مشدودة نحو اللاعبين والمدربين الذين يصنعون الفرجة على الميدان. لا يمر أسبوع من كل جولة للبطولة، إلا وتنطلق سلسلة من التصريحات المنتقدة لأداء الحكام، سواء من رؤساء الفرق أو المدربين أو اللاعبين، ولكن يبقى الأمر الثابت ولا يستوجب النقاش هو أن جميع فرق البطولة استفادت من التحكيم في لقاءات وتضررت منه في لقاءات أخرى، أي أن الكل مستفيد والكل متضرر. وإذا عدنا إلى بعض لقاءات البطولة التي أثارت نقاشا ساخنا حول التحكيم فيها، فنذكر على سبيل المثال لقاء الذهاب بين اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل فوق ملعب هذا الأخير، والمنتهي بالتعادل السلبي، وشهد إشهار ثلاث بطاقات حمراء من طرف الحكم عبيد شارف، حيث ترك الجميع الحديث عن المستوى الهزيل المقدم في المواجهة وركزوا حديثهم على أداء الحكم. كما أثار مستوى التحكيم في لقاء مولودية الجزائر وشبيبة بجاية في الجولة الفارطة من البطولة ضجة كبيرة، أين اتهم مسؤولو الفريق البجاوي الحكم بخدمة مصالح المولودية من خلال احتساب “ضربة جزاء خيالية” في الوقت بدل الضائع للفوز بنقاط المباراة، في وقت أن مسؤولي المولودية تحدثوا عن حرمانهم من ضربتي جزاء شرعيتين في الشوط الأول من اللقاء. وكانت مولودية الجزائر موضع حديث في لقاء آخر يدخل في إطار الكأس، عندما عادت من بعيد في لقاء اتحاد الشاوية بفضل ضربة جزاء، أعلن عنها الحكم غربال في الدقيقة الأخيرة من المواجهة، عدّلوا بها النتيجة وتفوقوا بعدها بضربات الترجيح، حيث أطلق رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي النار على الحكام واتهمهم بمحاولة التقرب منه للتنازل عن ورقة التأهل، مقابل مساعدته في تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى. ونفس الأمر حدث في لقاء الكأس الآخر الذي جمع وفاق سطيف بضيفه شباب قسنطينة، أين اتهم رئيس الوفاق حسان حمّار الحكم الدولي حيمودي بالتحيز لصالح “السنافر” من خلال قراراته. الاحتجاج على التحكيم يتطور إلى اعتداء جسدي على الحكم سڤني لم يتوقف الاحتجاج على التحكيم هذا الموسم عند حد إطلاق التصريحات المنتقدة إلى هذا السلك من طرف مسؤولي الفرق، بل وصل الأمر إلى حد الاعتداء الجسدي على حكم رابطة برج بوعريريج يوسف سڤني الذي ذهب ضحية قراراته في لقاء شباب بوجلبانة وضيفه شباب قايس في إطار الجولة ال14 من بطولة الجهوي الأول لرابطة باتنة، حيث تعرض المعني إلى اعتداء من طرف رئيس شباب بوجلبانة اقتضى نقله على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث تحصل على عجز لمدة 45 يوما، مع خضوعه في نهاية الأسبوع الفارط إلى عملية جراحية على مستوى أنفه بعدما عانى من مشاكل في التنفس، وهو حاليا ينتظر تقرير الطبيب الشرعي لتحويل قضيته إلى العدالة لمتابعة رئيس شباب بوجلبانة قضائيا. بطولة ما بين الجهات مهددة بالتوقف بسبب الاحتجاج على التحكيم كما لم تسلم بطولة ما بين الجهات من هاجس التحكيم، حيث هدد قبل أيام 12 فريقا ينشطون في المجموعة الشرقية من هذه البطولة في مراسلة وجهت لرئيس “الفاف” محمد روراوة، بمقاطعة المنافسة ما لم يتدخل هذا الأخير حاسما ضد بعض أعضاء هيئة التحكيم المركزي، والمتهمين حسب المراسلة بالتواطؤ مع فريق نجم الشريعة على حساب الفرق الأخرى. وجاء في المراسلة “فريق نجم الشريعة يستفيد من مساعدة، خاصة من قبل عضو فاعل في لجنة التحكيم وهو ولد الحاج، حيث حظي النجم في مرحلة الذهاب من مجموعة من الحكام على المقاس تداولوا على إدارة مبارياته وتفننوا في إهدائه الانتصارات”. رؤساء الفرق يحضّرون لتشكيل قبضة حديدية ضد لاكارن يجري التحضير في الآونة الأخيرة لتشكيل قبضة حديدية للإطاحة برئيس اللجنة المركزية للتحكيم بلعيد لاكارن من منصبه، وذلك عن طريق عديد رؤساء الفرق من الرابطتين الاحترافيتين، الذين اتهموا المعني بتعيين حكام لأداء مهام محددة في عديد لقاءات البطولة، ويطالب رؤساء الفرق على الأقل بنزع صلاحيات تعيين الحكام من لاكارن. وهناك اجتماع مرتقب يوم 3 فيفري القادم لتفعيل هذه الإجراءات، علما بأن بلعيد لاكارن نفى في آخر تصريح له كل الاتهامات الموجهة له. للإشارة، حاولت “ الخبر” الاتصال مرارا وتكرارا برئيس اللجنة المركزية للتحكيم بلعيد لاكارن لمعرفة رأيه في الموضوع، غير أن هاتفه يرن، دون أن يرد.