أكد الدكتور فارس مسدور، أستاذ الاقتصاد بجامعة البليدة، أن وجود الصناديق الخاصة يعد خرقا صارخا للقانون، لأنها تسير بطريقة سرية، ما يصعب مراقبتها. ما المقصود بالصناديق الخاصة؟ الصناديق الخاصة هي حسابات خارج الميزانية العمومية التي يتم المصادقة عليها في البرلمان، وهي لا تخضع لأي رقابة وتستخدم في أغراض عدة على المستوى المحلي أو على المستوى الخارجي. كيف يتم تسييرها؟ تسيير هذه الصناديق في الجزائر مبهم، لكن من خلال معرفتنا بطرق تسييرها خارج الجزائر لدى دول الجوار مثلا نكتشف أنها تخضع للتسيير الشخصي للمسؤول الأول على قطاع من القطاعات، وهي تخضع لسرية كبيرة ما يجعل من الصعوبة مراقبتها أو من المستحيل. لماذا لا تقدم وزارة المالية تفاصيل ومعطيات عن كيفية صرف إيرادات هذه الصناديق؟ وزارة المالية لا يمكنها أن تقدم تفاصيل عن هذه الصناديق، لأنها تسير بمنطق سياسي محض ولا تخضع لأي قاعدة، وهذا مخالف لقواعد التسيير الشفاف والرشيد لميزانية الدولة التي هي أموال الشعب. كما لا يمكن الإعلان عن المستفيدين، لأن هذا يكشف قواعد لعبة خفية لا يتقنها إلا السياسيون، فهذه الصناديق لو جئنا إلى تفسير حقيقتها لقلنا إنها تعكس الفساد برعاية رسمية، ولو لم تكن شكلا من أشكال الفساد لكانت صناديق شفافة عوض أن تكون سوداء. ويستعين عدد من الدول بهذه الصناديق على المستوى المحلي لكسب الموالين للحكومة ومكافأة الجهات التي وقفت إلى جانبها في أوقات الانتخابات أو الحملات المبرمجة وضمان الاستقرار الذي تساهم فيه جهات غير حكومية. كما أن بعض الدول تستعمل هذه الصناديق لشراء الذمم والفوز بالصفقات الاقتصادية وتمويل مصادر المعلومات ووسائل الإعلام التي تحاول تجميل وضع أو شخصية سياسية في بلد يعاني من الفساد والخروق الإنسانية. في إطار عملية تطهير الصناديق الخاصة، سبق أن قامت الحكومة بتطهيرها، حيث تم غلق تسعة منها استجابة لطلبات النواب ومجلس المحاسبة، في رأيكم هل قضى هذا الإجراء على الضبابية التي تسير هذه الصناديق؟ لا تخضع هذه الصناديق لأي مراقبة رسمية، لأنه ليس معترفا بها أصلا على المستوى الرسمي، وعليه فهي خرق صارخ للقانون في الدولة حتى ولو كان الذي يسير هذه الصناديق مسؤولو القطاعات السيادية. أما عن غلق هذه الصناديق، فما أظن أن الوضع الذي نعيشه اليوم على المستوى المحلي والدولي خاصة على المستوى المغاربي والإفريقي يسمح بغلقها، وعليه فأنا أعتقد أن الكثير من الصناديق التي أغلقت من قبل أعيد فتحها خلال العشرية السابقة.