أشارت التقارير الإخبارية الواردة من ليبيا إلى استمرار الاشتباكات، أمس، في مدينة بنغازي بين وحدات الجيش الليبي التابع للواء خليفة حفتر والمجموعات الإسلامية المسلحة وعلى رأسها تنظيم أنصار الشريعة، في تأكيد على أن المواجهات أسفرت عن مقتل اثني عشر شخصا، حسب بيان رسمي صادر عن مستشفى الأبيار الواقع جنوب شرقي بنغازي حيث تعالج قوات حفتر. أدت المعارك إلى قطع التيار الكهربائي عن قسم كبير من مدن ومناطق شرق ليبيا بسبب سقوط قذائف على إحدى محطات توليد الكهرباء الرئيسية في منطقة بنينا جنوبيبنغازي، ما تسبب أيضا في قطع الاتصالات وخدمات الإنترنت. من جانبه، قال العقيد محمد الحجازي، المتحدث باسم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إن الهجوم الذي شنته قواته أمس على معاقل للمتشددين بمدينة بنغازي، أسفر عن وقوع خمسة أفراد من تنظيم أنصار الشريعة في الأسر، من بينهم محمد الغرابي، قائد كتيبة رأف الله السحاتي الإسلامية. وفي سياق منفصل، أعلن اللواء المنشق في الجيش الليبي، خليفة، حرصه على أن تسير الانتخابات البرلمانية الليبية القادمة في ظروف حسنة، في تأكيد منه على أنه واحدة من الخطوات القادرة على جلب الاستقرار إلى ليبيا، معترفا في السياق ذاته بأن قرار المحكمة الدستورية ساهم في تجنب ليبيا حربا أهلية مدمرة. إلى ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي تكثيف وتعزيز قدرات بعثة ”يوبام - ليبيا” لمراقبة الحدود الليبية، بما يسمح لها بأداء مهامها بعد فترة من المصاعب التي اعترت انتشارها في ليبيا. وقالت مصادر أوروبية إن البعثة التي خفضت عدد أفرادها إلى ثلاثين عنصرا ويقتصر انتشارها على مقرها الرئيسي في طرابلس، تستعد لتعزيز قدرتها العسكرية على الأرض. ومن المنتظر أن تستلم البعثة الأوروبية قريبا عددا من السيارات العسكرية المدرعة كدفعة أولى، كما سيتم دعم عناصر الوكالة الأمنية البريطانية المكلفة بحمايتها وتمكين العناصر من الليبيين من قدرات إضافية، كما اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بتكليف البريطاني، كنيث ديل، قائد الشرطة الأوروبية في الأراضي الفلسطينية، وقائد الشرطة الأوروبية سابقًا في أفغانستان، بمهام الإشراف على قسم العمليات في بعثة ”يوبام- ليبيا” تحت قيادة الفنلندي آرتي هاتيكانان، فيما يُنتظر أن تقوم البعثة بالتنسيق مع قيادة ”أفريكوم” العسكرية الأمريكية في إفريقيا، التي قررت اختيار المغرب كمركز لتدريب عناصر حماية الحدود من الليبيين. وفي السياق ذاته، أشارت مصادر أوروبية أن العواصم الغربية تتابع عن كثب عملية ”الكرامة” دون إبداء أي موقف من العملية العسكرية التي يقودها اللواء خليفة حفتر ضد الجماعات الإسلامية المسلحة المتهمة بارتكاب علميات إرهابية ضد المدنيين وعدم احترام قوانين الدولة ولا المؤسسات الامنية.