كانت مدّة سنة وبضعة أشهر كافية كي يتمكّن الشاب إلياس بن سراي من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في السنة الأولى متوسط، لما توفّر له من إرادة من حديد وجوّ روحاني يسكن كلّ ركن من أركان مسجد أبو عبيدة عامر بن الجراح بحي بلعزام بمدينة عين آزال جنوب ولاية سطيف. إلياس الّذي يبلغ حاليًا من العمر حوالي 19 سنة، استذكر مع “الخبر” أيّام حفظه لكتاب الله، حيث كان يحفظ يوميًا صفحة من المصحف الشّريف، وكان يعيدها 50 مرّة حتّى يحفظها عن ظهر قلب، وكان كلّ يوم جمعة يُعيد حفظ ما حفظه خلال الأسبوع. وهكذا شقّ “إلياس” طريقه في حفظ القرآن، مستعينًا بما تأثّر به من سير الصّحابة رضوان الله عليهم وتعلّقهم بكتاب الله. وبعد سنة من الحفظ ختم القرآن، ليتفرّغ بعدها لدراسة أحكام التّرتيل برواية ورش عن طريق الأزرق، زيادة على قراءات أخرى برع فيها الشّاب، الّذي اشتدّ عوده على كلام الله، ما أهّله لأن يبدأ إمامة النّاس مبكّرًا وذلك في صلاه التّراويح بمسجد بن الجرّاح، حيث تعلّم القرآن، ليتمّ اختياره خلال السنة الحالية ليؤمّ النّاس بمسجد النّور برأس العيون. وقد تكلّل مشوار “إلياس” بالعديد من الجوائز، حيث احتل المرتبة الأولى في ترتيل القرآن وفي حفظه بسطيف سنتي 2011 و2012، ونال الجائزة الأولى في ترتيل القرآن بالولاية سنة 2013، وتحصّل سنة 2014 على الجائزة الثانية، ليصل للأدوار النّهائية في مسابقة “تاج القرآن”، لكن مرضًا حال دون أن يكمل مشواره هذه السنة مع التّاج. ويأمل “إلياس” أن يكون سببًا في أن يحفظ كتاب الله أكبر عدد ممكن من النّاس، وأن يكون خادمًا وفيًّا للقرآن وأن يحيَا ويموت به.