في كثير من مجالات الحياة، يسير الابن على خطى والده في مزاولة نفس المهنة أو العمل ، ويؤكد الطب النفسي بأن الابن دائما ما يعتبر الوالد بمثابة “القدوة”، وفي ميادين كرة القدم نجد كثير من النماذج والأمثلة في هذه الخانة بالذات، حيث نجح كثير من اللاعبين في اتباع خطوات آبائهم وباتوا نجوما كبار في المستطيل الأخضر، وعلى العكس منهم نجد بعض الأسماء التي فشلت فشلا ذريعا في صناعة المجد الكروي مثلما فعل الآباء. في حلقة اليوم سنحاول تسليط الضوء على كثير من اللاعبين الكبار الذين “أورثوا” الموهبة وفنيات الكرة من أبنائهم، ومن أبرزهم على الإطلاق نجد النجم الايطالي “تشيزاري مالديني” الذي يعد أول لاعب في نادي “أ.سي.ميلان” يحمل بطولة أوروبا للأندية البطلة سنة 1963 مع كثير من الإنجازات المحلية، وخلف “تشيزاري” ابنه “باولو” الذي سار على خطاه، بل تفوّق عليه من ناحية الألقاب بعد تتويجه بست وعشرين لقبا محليا أوقاريا، والصدفة تكمن في كون “تشيزاري” الذي تحوّل إلى عالم التدريب، هو أول لاعب في النادي الإيطالي العريق يحمل كأس الأندية الأوروبية البطلة سنة 1963 وابنه “باولو” هو آخر لاعب حملها سنة 2007 بعد الانتصار على نادي ليفربول الإنجليزي. وثاني اللاعبين، نجد النجم الأورغوياني “دييغو فورلان” الذي ينتمي إلى عائلة كروية، لأن جده كان المدير الإداري لمنتخب بلاده في مونديال سنة 1962 ووالده شارك في التشكيلة الأساسية مع الأورغواي في مونديال انجلترا وألمانيا، وورث اللاعب السابق لنادي أتليتكو مدريد الإسباني الموهبة من عائلته وبات نجما كرويا بدليل مساهمته الفعالة في قيادة بلاده إلى إنجاز الوصول إلى النصف النهائي من مونديال جنوب إفريقيا سنة 2010. وثالث اللاعبين يعرف باسم “الجندي الخفي” هو لاعب برشلونة والمنتخب الإسباني “سيرجيو بوسكيتش” الذي يعد والده حارس “البارصا” من سنة 1990 إلى 1999 ونجح في تحقيق 18 لقبا في تسع سنوات، ولكن ابنه حقق إنجازات أكبر بكثير مما حققه الوالد، بدليل أنه استطاع الحصول على أكثر من 14 لقبا في ظرف ثلاث سنوات مع النادي الكتالوني. ومن الأسماء المعروفة أيضا اللاعب الفرنسي “يوهان غوركوف” الذي سبق له حمل قميص عديد الأندية المعروفة، مثل بوردو الفرنسي و«أ سي.ميلان” الإيطالي، ويعد ابن “كريستيان” اللاعب السابق لكثير من الأندية الفرنسية في صورة “لوريون” قبل التحول بعدها إلى عالم التدريب بعد الاعتزال، وهو يستعد حاليا للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري خلفا للبوسني وحيد حاليلوزيتش. على العكس، فإن ابن الأسطورة الهولندية “يوهان كرويف” لم ينجح ابنه جوردي في السير على خطى والده، حيث ورغم تقمصه لكثير من ألوان الأندية المعروفة في البطولة الإسبانية أو الإنجليزية، إلا أن مشواره كان فاشلا، بدليل فوزه بلقب يتيم مع برشلونة، وهو الآن يشغل منصب تقني في نادي الكيان الصهيوني “ماكابي تل أبيب” بعد عجزه عن إيجاد منصب مماثل في ناد أوروبي. ومن اللاعبين الأفارقة، نجد لاعب أولمبيك مرسيليا “أندري ليو” الذي يعد والده النجم الغاني “عبيدي بيليه” وهو الآن يسير على دربه، لا سيما وأن كثير من الفنيين يتنبأون له بمستقبل كبير في كرة القدم. ومن أشهر الأسماء العربية في حالة “التوريث الكروي” حارس نادي الأهلي المصري الحالي، شريف إكرامي الذي يعدّ والده من أبرز حراس القارة السمراء، مما جعل كثير من المختصين يعطونه وصف “وحش إفريقيا”. وفي الجزائر توجد قليل من مثل هذه النماذج، أبرزها نجم المنتخب الوطني سنوات الثمانينيات علي فرڤاني وابنه “أغيلاس” في صفوف فريقي شباب باتنة واتحاد الحراش، ونجد اللاعب السابق لنادي شباب بلوزداد زوبير معزيز الذي توّج مع المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1975، حيث سار ابنه نجيب على نفس الدرب وتقمّص ألوان “أبناء العقيبة” لمواسم طويلة قبل الرحيل إلى نادي أولمبي المدية الموسم المنقضي.