هو الحافظ، المقرئ، الفقيه أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن أبي جمعة ثمّ الوهراني (ت:929ه)، المغراوي نسبة إلى قبيلة مغراوة، المشهور بشقرون، عرف بشقرون لأنه كان أشقر اللون أحمر العينين، ولد سنة 879 ه. تلقّى العلوم على يد مشايخ وعلماء منهم: الإمام الكبير شيخ الجماعة بن غازي (951ه)، وأحمد بن محمّد بن يوسف الصنهاجي أبو العباس المعروف بالدقون (921ه). الفقيه المحدّث توفي بفاس سنة 929ه. الكتاب: اللامّية “تقريب المنافع في الطّرق العشر لنافع”. تعتبر هذه القصيدة نموذجًا من نماذج النَّظم التّعليمي الّذي برع فيه المغاربة بوجه خاص في هذه القراءة -قراءة الإمام نافع-، واشتهروا فيه شهرة كبيرة، وقد ألفها متأثّرًا بقصيدة الإمام المقرئ أبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن الصفار، وهي تقع في ثلاثمائة بيت، وقد نظّمها وهو في العشرين من عمره. وقد حَذا فيها حذو الشّاطبي في استعمال الرّموز، إلّا أنّه حوّلها للدّلالة على الطّرق العشرة المروية عن نافع.. ويلاحظ القارئ لهذه القصيدة الحذق الّذي عرض به مادة الخلاف بين الرّواة عن نافع والطّرق عنهم، وكيف كان يتصرّف في النّظم تصرّف الماهر المتمكّن ويتنقل بين المسائل مسألة مسألة ممتلكًا لزمام النّظم ومستوليًا على الأمد في عرض الخلافيات، محتذيًا في ذلك حذو سلفه أبي عبد الله الصفار في تحفة الأليف، وسالكًا سبيل الإمام العامري أيضًا في مثل ذلك، ومستفيدًا إلى جانب ذلك من أقوال طائفة من الأئمة ومصنّفاتهم في الفن.