أعلن الرئيس الأمريكي، براك أوباما، أول أمس، أمام القادة والرؤساء الأفارقة، عن تجنيد أكثر من 30 مليار دولار كمساعدات واستثمارات أمريكية خاصة باتجاه القارة الإفريقية، لكنه شدد بالمقابل على ضرورة مباشرة القادة الأفارقة لخلق مناخ سياسي واقتصادي يستقطب الأعمال، في دعوة صريحة لمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية. اشترط الرئيس الأمريكي مقابل العرض المالي والمساعدات التي وعد بتخصيصها للبلدان الإفريقية، بمناسبة احتضان بلاده لأول قمة أمريكية إفريقية، أن تباشر هذه الدول إصلاحات سياسية واقتصادية من شأنها خلق محيط موات وجذاب للاستثمار ولرجال الأعمال. وضمن هذا السياق، ذكر أوباما بأن نسبة التبادل الإجمالي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجموع دول القارة الإفريقية يعادل نسبة التبادل التجاري بين بلاده والبرازيل فقط، في إشارة إلى ضعف القارة في جلب الأموال والمستثمرين بفعل عدم صلاحية البيئة السياسية والاقتصادية التي تعرفها دول القارة السمراء وغياب دمقرطة أنظمتها السياسية. وحسب الرئيس الأمريكي، فإنه من مجموع المنتوجات الأمريكية المصدرة باتجاه العالم، هناك 1 بالمائة فقط يتوجه نحو إفريقيا جنوبي الصحراء، معلنا عن تعهدات جديدة بتخصيص 33 مليار دولار، منها 14 مليارا استثمارات معلنة من قبل شركات ماريوت وكوكاكولا وجنرال إلكتريك، في قطاعات الطاقة والفندقة والبناء والبنوك وتكنولوجيات الاتصال. وشدد أوباما، في خطابه أمام 47 رئيس دولة وحكومة إفريقية حاضرين في القمة الأمريكية الإفريقية، ومنهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يمثل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على المسؤولية التي على عاتق الرؤساء الأفارقة، قائلا إنه “رغم أن هذه الاستثمارات تعتبر حاسمة، غير أن مفتاح الحقبة المقبلة من النمو بإفريقيا ليست هنا في الولاياتالمتحدة، ولكن في إفريقيا”، في إشارة إلى الطاقات الكبيرة الموجودة بالقارة السمراء، مبرزا في هذا الصدد بأن “الرأسمال شيء وبرامج التنمية شيء آخر، لكن دولة القانون أكثر أهمية، والناس يجب أن يكون بإمكانهم إرسال ممتلكات من دون دفع رشاوى أو يكونوا مجبرين على تشغيل أقارب أحدهم”، في انتقاد للأنظمة الفاسدة والبيروقراطية في القارة. وقال أوباما، في خاتمة خطابه، “إننا سنكتب اليوم صفحة تاريخية، أنا فخور كأمريكي ولكن أيضا كابن لرجل من إفريقيا”.