رفع المؤذن الحاج أبو إبراهيم أذان الصلوات من فوق ركام أكبر مسجد في قلب مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، في تحدٍّ للاعتداءات والغارات الجوية الإسرائيلية ضد المساجد، ولوحظ ازدياد أعداد المصلين في المساجد خلال الصلوات العادية في إصرار منهم على ارتياد المساجد رغم المخاوف الشديدة مما قد يتعرضون له. ولم يقتصر وجود المصلين في المساجد على أداء الصلوات، بل يقضي عدد كبير منهم أوقاتا طويلة في الدعاء في أعقاب كل صلاة. وعبّر العديد من أئمة المساجد ل”الخبر”عن ارتياحهم لهبة المواطنين وإقدام أعداد منهم لأول مرة على الصلاة في المساجد، مؤكدين أن هذا جزء من التضامن الشعبي ضد الهجمة على المقدسات الإسلامية. ويقول الشاب محمد عامر: ”إنه قرر الذهاب لأداء الصلاة في المسجد القريب من منزله في كل فريضة، وذلك تضامناً مع المساجد وتحدياً للغطرسة الإسرائيلية”. وأشار ل”الخبر” إلى أنه كان يؤدي معظم الفروض في المنزل، لكنه قرر الآن التوجه لتأديتها في المساجد، رغم المخاوف والمخاطر التي تحفها. واعتبر الهجمات الإسرائيلية على المساجد هجوماً على الله وعلى المسلمين في كل مكان، ما يتطلب من الجميع الدفاع عن بيوت الله، مشددا على أن المساجد لله. وقال أحد المصلين ل”الخبر”: ”إن القصف الإسرائيلي واستهداف المساجد شجعه على الصلاة في المسجد”، موضحا أنه كان ينتظر أن يقوم بعمل ما لمواجهة العدوان الإسرائيلي، كونه لا يستطيع حمل السلاح، فوجد أن ما يمكنه فعله هو الدفاع عن المساجد. ولم يبال المواطنون الذين أتوا من كل صوب لأداء الصلاة بالضربات والغارات الإسرائيلية التي كانت تضرب أراضيَ مجاورةً ومواقعَ أمنيةً. ولم تتأثر معنويات جيران المساجد الذين سقط منهم العشرات خلال عمليات قصف المساجد، وقال أحدهم: إن الموت بجوار بيت الله وفي الدفاع عنه، لهو شهادة نعتز بها ولا نهرب منها. ورفض هذا المواطن إخلاء منزله رغم المخاطر الكبيرة، مؤكداً أنه سيظل في منزله ولن يغادره حتى لو أُبلغ بذلك.. وأدان أحد خطباء المساجد حالة الصمت العربي والإسلامي على قصف المساجد، مؤكدا أن هذا الصمت غير مبرر إطلاقاً، وتساءل: ماذا حصل لو كان هذا الاستهداف لأحد الكنس اليهودية أو المسيحية أو أي معبد لديانة أخرى؟ وأبدى خطيب المسجد ل”الخبر” تذمره وغضبه الشديد مما أسماها حالة اللامبالاة الدولية تجاه ممارسات الاحتلال ضد المساجد والأماكن الدينية، معتبراً أن هذا الصمت سيشجع إسرائيل على الاستمرار في تدمير المساجد على رؤوس المصلين، وأن إسرائيل تستغل هذا الصمت لتدمير المزيد من المساجد ودور العبادة. ونفى ما يردده الاحتلال عن وجود مخازن أسلحة في المساجد، مؤكداً أن الاحتلال يهدف من وراء هذه السياسة إلى استفزاز المسلمين وإهانتهم في كل أماكن وجودهم، وتبرير جرائمه. ودمرت إسرائيل 168 مسجد بشكل كامل أو جزئي منذ بداية عدوانها على قطاع غزة، منذ تسعة وثمانين يوما.