الجزائر - كثفت الطائرات الحربية الاسرائيلية يوم الجمعة من قصفها لعدة أهداف في قطاع غزة مما تسبب في استشهاد سبعة فلسطينيين الامر الذي أثار مخاوف داخلية وخارجية من تكرار سيناريو الاعتداء الاسرائيلي على القطاع نهاية 2008 ووقوع مجزرة جديدة يكون الخاسر الاول فيها المدنيون العزل. وإنتهزت الحكومة الإسرائيلية ما جرى في "إيلات" جنوب اسرائيل إثر مقتل ثمان إسرائيليين أمس في إشتباكات مع مسلحين مجهولين لتتهم دون تحقيق في الامر لجان المقاومة الفلسطينية بالضلوع في العملية و تباشر بشن سلسلة من الغارات منذ عصر يوم امس على عدة مناطق في قطاع غزة أدت إلى استشهاد سبعة فلسطينيين وأعادت إلى الأذهان العدوان الإسرائيلي على القطاع نهاية 2008 وبداية 2009. وتجدد القصف الاسرائيلي على القطاع ظهر اليوم إذ أكد مصدر حقوقي إن الطائرات الإسرائيلية "شنت خمس غارات قبيل صلاة الجمعة" استهدفت إحداها الموقع المجاور لمحطة الكهرباء ومبنى مهجورا مقابل مخيم المغازي وسط القطاع إلى جانب أرض خالية شرق خان يونس وموقعا لكتائب القسام في مدينة غزة. وكانت طائرات إسرائيلية شنت 11 غارة مساء أمس وفجر اليوم أدت لاستشهاد زعيم جماعة لجان المقاومة كمال النيرب وزعيم ذراعها المسلح عماد حماد وطفلين وإصابة 18 آخرين. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة إن الطفل محمود عاطف أبو سمرة( 13 عاما) أستشهد وأصيب 15 من أفراد أسرته بعد استهداف منزلهم قرب موقع السفينة شمال غرب غزة. وذكر أن الطائرات الإسرائيلية قصفت منزلا مكونا من ثلاث طبقات غير مأهول بجوار مسجد الكتيبة في غزة مما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين بينهم ضابط إسعاف مؤكدا أن الطائرات الإسرائيلية شنت 10 غارات على أهداف متفرقة بالقطاع. وقال سكان وإذاعات محلية إن الطائرات الإسرائيلية قصفت نفقين أسفل الحدود الفلسطينية المصرية جنوب رفح ما تسبب بوقوع دمار وفقدان شخص في النفق الذي استهدف في حي السلام حيث تقوم طواقم الدفاع المدني بالبحث عنه. وقال مصدر حقوقي إن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقع القادسية التابع لكتائب القسام غرب خان يونس وأرضا خالية شرق المدينة من دون وقوع إصابات أيضا. وذكرت وسائل إعلام محلية إن الغارات طالت أيضا موقع بدر التابع لكتائب القسام في غزة وموقعا آخر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وموقعا لسرايا القدس الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامية في المنطقة. وأعلنت اللجنة العليا والإسعاف والطوارئ حالة الطوارئ في قطاع غزة لمواجهة التطورات ودعت وزارة الصحة في رام الله إلى إرسال أدوية بشكل عاجل إلى القطاع خاصة في ظل أزمة الدواء المتفاقمة. وأثارت الغارات الاسرائيلية قلقا فلسطينيا حيث تم دعوة المجتمع الدولي للتحرك لمنع "مجزرة جديدة" في القطاع. وحذر في هذا الشأن إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية بالحكومة الفلسطينية المقالة من نوايا الاحتلال ب " ارتكاب مجازر بحق أهالي قطاع غزة" وذلك بعد استشهاد سبعة مواطنين تسجيل عشرات الإصابات بينهم أطفال ونساء. وقال الغصين في تصريحات صحفية اليوم إن الاحتلال "يعيش حالة من التخبط ويحاول تصدير أزماته الداخلية عبر القصف والدمار وقتل أطفال غزة". ودعا الغصين المجتمع الدولي إلى "ضرورة التحرك الفوري" لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أمس مشيرا في ذات الوقت إلى أن "المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية فيما يتعرض له القطاع من مجازر لأنه لم يحاسب الاحتلال على ما ارتكبه من مجازر سابقة مما دفعه للتمادي". من جهته إنتقد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر "صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعدم قيامه بأية خطوة "للجم العدوان" على شعب غزة ودعا مصر وتركيا للتدخل العاجل إقليميا ودوليا والضغط على إسرائيل لوقف هجماتها على قطاع غزة. واعتبر بحرأن الصمت الدولي "يشكل غطاء وضوءا أخضر لممارسة العدوان على شعبنا منتهكا بشكل سافر كل المواثيق والإتفاقيات الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة ويتجاهل القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". ورأى أن شن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة يهدف "لخلط الأوراق بإطار المشهد الفلسطيني-الإسرائيلي وتنفيذ أجندة سياسية وعسكرية تم إعدادها والتخطيط لها ضمن دوائر ومستويات صنع القرار السياسي والعسكري في الكيان الصهيوني مؤخرا". و أضاف بحر أن "العدوان العسكري على غزة مخطط له مسبقا ويتجاوز ما حدث في مدينة أم الرشراش (إيلات) إلى تحقيق أهداف داخلية وسياسية مكشوفة أبعد مدى". أما على الصعيد الدولي فقد دعت روسيا اليوم الجمعة إلى" ضبط النفس وتجنب الخطوات التي تؤدي إلى زيادة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى" مبرزة على لسان وزارة خارجيتها أن الجانبين مدعوان إلى "ضبط النفس وتجنب الخطوات التي من شأنها أن تتسبب في مزيد من التوتر". وكان قطاع غزة المحاصر من طرف الإحتلال الإسرائيلي مسرحا لعدوان إسرائيلي همجي (ديسمبر 2008 -يناير 2009) أسفر عن استشهاد واصابة قرابة 7 آلاف مواطن فلسطيني من بينهم نساء وأطفال في ظرف 22 يوما فضلا عن تدمير العديد من المنازل والمباني العامة.