حسب ما كشفت عنه مصادر ل”الخبر”، كانت الساعة تشير إلى السابعة ليلا، عندما وقع شجار تجهل أسبابه بين ثلاثة مساجين، استعرضوا فيه عضلاتهم، ما جعل الفوضى تسود المؤسسة العقابية، حيث دوى صراخ زملائهم المكان، وهم يضربون بأيدهم على أسوار الزنزانات المجاورة للفت انتباه الحراس حتى يتدخلوا في الوقت المناسب، وقبل أن تحدث أي كارثة، وما هي إلا ثوان حتى تدخل حراس السجن لفض الشجار، لكن الأمور أخذت مجرى آخر بعد الاعتداء على أحدهم من قبل أحد المساجين الثلاثة، لتسود حالة من الهلع داخل السجن خوفا من تعفن الوضع، حيث تم تطويقه من قبل الشرطة، وأغلقت جميع المسالك المؤدية إليه، فيما انتشرت إشاعة وقوع تمرد داخل السجن كسرعة البرق بمدينة الحراش، والأحياء المجاورة. وتمكن حراس السجن من السيطرة على الوضع بعد الاستنجاد برجال الشرطة، ليتم وضع المساجين الثلاثة داخل الحبس الانفرادي كعقوبة لهم، حيث سيقضون فيه، حسب مصادرنا، إضافة إلى مدة حكمهم شهرا كاملا. وحسب رئيس الهيئة المدنية لإدماج ذوي السوابق العدلية والوقاية من العود، المحامي عمار حمديني، فإن ظاهرة الشجارات داخل المؤسسات العقابية ليست جديدة، فهي تحدث يوميا بجميع سجون الوطن، ولحسن الحظ أنه يتم التحكم فيها، على حد تعبيره. وأرجع المتحدث في اتصال ب”الخبر” أمس، الأسباب إلى الاكتظاظ الذي تعاني منه أغلب المؤسسات العقابية، زيادة على الخلط بين المساجين المبتدئين وذوي السوابق العدلية، علما أن سجن الحراش وحده يضم ما بين 3500 و4500 سجين. وتخوف مسؤول الهيئة من تكرار الشجارات بين المساجين داخل المؤسسات العقابية، والتي قد تتطور، حسبه، إلى تمرد، مشيرا إلى أنها تؤثر نفسيا على المساجين المبتدئين، والنظام العام لسجن. كما أبرز أن هذه الظاهرة تخطت أسوار المؤسسات العقابية، باعتبار أنها أصبحت تحدث داخل حافلات نقلهم وفي المحاكم، ليكشف في السياق عن شجارين وقعا نهاية الأسبوع، الأول داخل المؤسسة العقابية لسركاجي، والذي نشب بين سجينين يتراوح سنهما بين 27 و30 سنة، والثاني داخل زنزانة محكمة بوفاريك، كان سببه مسبوق قضائيا. ونشير إلى أننا اتصالنا هاتفيا مرارا وتكرار بالمدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج السيد مختار فليون، للحصول على توضيحات، إلا أن هاتفه لا يرد.