اغتالت قوات الاحتلال القياديين في كتائب القسام مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، بعد محاصرة منزل تحصنا به في مدينة الخليل المحتلة، واستشهدا خلال اشتباك مع قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ويتهمهما الاحتلال بالوقوف وراء خطف وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل ثلاثة أشهر. تعهدت كتائب القسام بمواصلة المقاومة ضد الاحتلال مهما كلفها ذلك من تضحيات، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني والمقدسات واستعادة الحقوق. ونعت حركة حماس، على لسان أحد أبرز قادتها، الدكتور صلاح البردويل، الشهيدين القواسمى وأبو عيشة، معتبرا أن قتلهما عملية “إجرامية صهيونية مبيتة” دون محاكمة ودون إظهار الحقائق، قائلا إن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن عمليات الإعدام بدم بارد. وأضاف في بيان وصلت “الخبر” نسخة منه، أن التنسيق يعد الوجه الآخر للإجرام الإسرائيلي، معتبرا أن اغتيال القادة بالخليل تم بفضل التنسيق الأمني القائم في الضفة. وأدانت فصائل فلسطينية في قطاع غزة جريمة الاغتيال، ودعت في بيانات منفصلة وصلت “الخبر” نسخة منها، السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ورفع يدها عن المقاومة للرد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. واعتبر نتنياهو أن عملية اغتيال جيشه للقياديين بكتائب القسام تأتي ل«الوفاء بالعهد للإسرائيليين”، على حد تعبيره. وفي السياق، قال الوفد الفلسطيني بالقاهرة إن “جريمة الاحتلال في الخليل تهدف إلى تعطيل التحرك والمفاوضات غير المباشرة”. وقال الوفد، في بيان مشترك، وصلت “الخبر” نسخة منه، إن “الاحتلال اختار هذا التوقيت، اليوم المقرر فيه استئناف المفاوضات غير المباشرة برعاية مصرية، ما يدل على النوايا الخبيثة المبيتة لتعطيل جهود وقف العدوان واستمراره في ارتكاب الجرائم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني والتنصل من تنفيذ التزاماته”. واعتبر الوفد أن الاحتلال ضرب عرض الحائط بمطالبات المجتمع الدولي بوقف العدوان وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، والبدء في إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار الظالم المفروض منذ سنوات، وإنهاء معاناة أهلنا في قطاع غزة. وأكد أن الوفد الفلسطيني مقتنع تماما بأن عملية الخليل البشعة تأتي لإخفاء حقيقة روايته عما جرى منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة في الخليل، ويأتي في إطار تعطيل التحرك والمفاوضات غير المباشرة لإنهاء معاناة شعبنا والاستمرار في عدوانه الوحشي. وذكرت مصادر مطلعة ل “الخبر” أن الوفد الفلسطيني يجري مشاورات في أعقاب الإعلان عن اغتيال قوات الاحتلال للمطاردين أبو عيشة والقواسمي في مدينة الخليل. وأوضحت المصادر ل«الخبر” أن الوفد الفلسطيني في القاهرة قطع طريقه أثناء توجهه من مقر إقامته إلى مقر المخابرات العامة المصرية، حيث تعقد المفاوضات غير المباشرة مع وفد الاحتلال، وعاد إلى الفندق للتشاور في ضوء الاغتيال.