أبان التقرير، الصادر أمس عن المحافظة السامية للاجئين، عن مستويات مرتفعة لطالبي اللجوء من الرعايا الجزائريين في عدد من البلدان الصناعية، حيث بلغت عدد طلبات اللجوء بالنسبة للجزائريين 18573 طلب بين 2012 والسداسي الأول من سنة 2014. الجزائريون لا يزالون يطلبون اللجوء في دول صناعية، وقد عرف العدد عام 2013 ارتفاعا محسوسا مقارنة ب 2012، رغم أن وضعية الجزائر من الناحية النظرية أفضل منها في عدد من البلدان التي تعرف موجات نزوح ولجوء كبيرة على غرار العراق وسوريا وأفغانستان، ومع ذلك فإن معدل طلب اللجوء يبقى مرتفعا مقارنة بدولة يفترض أنها تعيش وضعا مستقرا وفي “راحة مالية”، ولكنها تعاني عدم استقرار اجتماعي وإحباطا لدى شريحة كبيرة من الشباب بالخصوص. وأشارت الأرقام المقدمة من قبل المحافظة السامية للاجئين، في آخر تقرير لها، تحت عنوان “توجهات اللجوء في النصف الأول من 2014”، والتي خصت 44 بلدا صناعيا، أن النصيب الأكبر من طلبات اللجوء كانت من السوريين والعراقيين والأفغان والأريتريين، فمواطني يوغسلافيا السابقة، ومع ذلك فإن عدد الجزائريين أيضا يبقى هاما، فقد تم تسجيل 6734 طلب لجوء من قبل رعايا جزائريين خلال سنة 2012، وارتفع العدد إلى 8562 طلب في 2012، بينما قدر عدد طلبات اللجوء خلال النصف الأول من السنة الحالية ب 3277 طلب، من مجموع 330700 طلب أودعته مختلف الجنسيات في البلدان الصناعية، وهي أساسا في أوروبا منها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا، تضاف إليها الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. وحسب نفس التقرير، فإن الثلاثي الثاني من سنة 2013 سجل أعلى طلبات لجوء بالنسبة للجزائريين ب 2736 طلبا، يليه الثلاثي الثالث ب 2228 طلب لجوء، في وقت سجل الثلاثي الأول من السنة الحالية 1633 طلب لجوء، مقابل 1644 طلب لجوء خلال الثلاثي الثاني من السنة. ويلاحظ أن معظم طلبات اللجوء المودعة من قبل الجزائريين تركزت في أوروبا وبلغت 18477 بين 2012 و2014 أي بنسبة 99,48 في المائة من مجموع الطلبات. في نفس السياق، واستنادا إلى إحصائيات هذه السنة المؤقتة، فإن الجزائريين جاءوا في المرتبة الثانية من حيث طالبي اللجوء في إيرلندا وكرواتيا، كما تم تصنيفهم ثالثا في بلغاريا، وجاءوا في المرتبة الرابعة في إستونيا وإسبانيا، وفي المرتبة الثامنة في لوكسمبوغ والبوسنة والهرسك، وفي المرتبة التاسعة في الجبل الأسود، بينما غاب الجزائريون عن القائمة في العديد من الدول التي كانت تشهد تقليديا طلبات لجوء من قبلهم خلال التسعينات وبداية 2000.