قالت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، إن الاحتجاجات التي حدثت على هامش عملية إعادة الهيكلة في بعض الولايات لن توقف مسار “إصلاح الحزب”، حيث يجري التخطيط حاليا لإنشاء مزيد من المحافظات في الولايات الكبرى زيادة على تلك التي استحدث منذ الربيع الماضي وهي 14. أفاد مصطفى معزوزي، المكلف بالتنظيم في الحزب، أمس، “ليس 5 أو 10 أشخاص تظاهروا أمام مقر الحزب من سيوقفنا، نحن ماضون في إعادة الهيكلة، لأن المناضلين يطلبون إنشاء محافظات جديدة”. ووصف الذين شاركوا في وقفة أمام مقر الحزب، أول أمس، ب«المأجورين الذين غرر بهم من قبل أطراف من عين ولمان بسطيف وبريكة بباتنة، لم يقع اختيارهم لتولي مسؤوليات في الحزب محليا”. وتابع معزوزي: “ليس لدينا ما نخفيه، تعالوا معنا لحضور عمليات تنصيب المحافظات الجديدة، وسترون بأنفسكم مدى قبول القواعد بالعملية”. وتابع في اتصال هاتفي مع “الخبر”: “نعلم أن ما قمنا به في قيادة الحزب مس بمصالح، وهذا يفسر الحملات على قيادة الحزب، لكن المسار لن يتوقف. سننشئ محافظات في الولايات التي تضم 40 بلدية وأكثر.. ومازال خير ربي”، قال معزوزي. واعتبر إعادة هيكلة الحزب الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الحزب من التفسخ، وتساءل: كيف نذهب لمؤتمر بهياكل ميتة.. تصور أن نصف بطاقات المناضلين لم توزع، وهناك إطارات لم يحصلوا على وثائق”. ونفى معزوزي التهم الموجهة إلى مجموعة المكتب السياسي بتفضيل رجال الأعمال في تولي المناصب في الهياكل الجديدة التي استحدثت، وقال: “ضمائرنا لا تباع”. وأضاف: “لقد ورثنا وضعا كارثيا عن القيادة السابقة، حيث ساد منطق “الشكارة”. وقدم معزوزي تبريرا آخر لعملية إعادة الهيكلة، وقال: “ما نقوم به حاليا هو عملية إعادة انتشار للحزب لمواجهة خطط المعارضة التي تطلب النزول للشارع”، وتساءل: “كيف نواجهها بدون قواعد؟”. ويثير الوضع الذي آل إليه الأفالان قلق قيادات في الحزب، فضلت منذ تولي سعداني منصبه مجاراته في خطط إصلاح ذات البين. وقال منسق الحركة التقويمية في جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، في تصريح هاتفي، أمس، “نحن نشهد حاليا فوضى عارمة، احتجاجات في الشارع، فتنة في القواعد وعمل متسرع غير مدروس في إنشاء محافظات جديدة الوضع لم يتغير بل هناك تأزيم لوضع متأزم أصلا”. وأظهر عبادة معارضته لإنشاء محافظات جديدة، موضحا: “الحل ليس في إنشاء هياكل جديدة بل في تفعيل وإصلاح الهياكل القائمة، وفي جبر الكسر وتوحيد الشتات، والقضاء على ممارسات العهد السابق”. واستطرد”: “الظاهر أن هناك نية لتحضير مؤتمر على المقاس، وتعويض الموجودين في الهياكل القيادية الحالية بآخرين، مثلما فعل الأمين العام الأسبق”. وأضاف: “لازال لدينا آمل في أن يثبت سعداني، ويوفي بالتزاماته وتعهداته بإقامة شراكة لمعالجة الأزمة التي عاشها الحزب، وألا يتجاوز الخطوط الحمراء”، موجها اللوم له على ابتعاده الطويل عن شؤون الحزب، وتابع: “لقد ترك تسيير الحزب لمجموعة أشخاص أحدثوا فوضى كبيرة، ونحن نشهد عودة ممارسات سابقة كنا ثرنا عليها، مع تسلل للانتهازيين للهياكل، وتوقيع صفقات في المقاهي، وعلى الأمين العام أن يراجع نفسه، لأنه ليس بالارتجالية والهروب للأمام نعالج أوضاع الحزب”.