بدأت حمى الداربي تتصاعد في سماء عاصمة الحماديين، التي ستحتضن المواجهة الثالثة بين مولودية بجاية الساعية إلى الفوز لاسترجاع الريادة وشبيبة القبائل الباحثة عن تجديد العهد مع الانتصارات. وانتهت المواجهتان بين الفريقين في الموسم الماضي بالتعادل ذهابا وإيابا، رغم أن كل التكهنات مالت لصالح شبيبة القبائل آنذاك، في حين أن أغلب توقعات المتتبعين حاليا ترشح البجاويين للظفر بكامل النقاط عشية اليوم، بالنظر إلى تمتع رفقاء فرحات بمعنويات مرتفعة لروعة مشوارهم الذي أبهر الجميع. الموب مطالبة بعدم إهدار النقاط بميدانها إن أرادت الحفاظ على مركزها في كوكبة المقدمة وضمان البقاء في ظروف مريحة. ولتحقيق هذا المبتغى تم التركيز في الحصص التدريبية التي حضرت “الخبر” بعضها على كيفية شن الهجمات السريعة وتنويع طرق التغلغل في منطقة العمليات وحسن استغلال التمريرات، كما أولى الطاقم الفني اهتماما لتفادي الأخطاء المرتكبة في الكرات الثابتة. وعن قيمة هذا الموعد، أكد المدرب عبد القادر عمراني على وجوب تركه في إطاره الرياضي موضحا: “نحن مطالبون بفرض أنفسنا في لقاء لا يتعدى وزنه ثلاث نقاط، ولا داعي للضغط على اللاعبين، لأن ذلك يكلّف غاليا كما حدث في الموسم الماضي ونرجو من الجمهور المساندة والتعقل طيلة المباراة”. عمراني الذي بدا متفائلا بتحقيق نتيجة ايجابية نظم لقاءين وديين ضد فرق جهوية هي اتحاد تالة افاسن وشبيبة تيمزريت وسجل فيهما أشباله تسعة أهداف وينتظر منهم الفعالية نفسها للاستثمار في مشاكل المنافس. من جانب التعداد نشير إلى غياب الهداف رحال المصاب، وهو ما أخلط الأوراق وقد يعوضه زرداب إضافة إلى إمكانية عدم استدعاء مسعودي لعدم تدربه، ويبقى الأمل معلقا على تعافي المهاجم حمزاوي، وحتى حراسة المرمى قد تشهد تغييرا بوضع الثقة في زايدي مكان رحماني الذي يتحمل جزءا من المسؤولية في هزيمة الحراش. وستدخل تشكيلة شبيبة القبائل مواجهة اليوم من أجل محو تعثر الجولة الفارطة أمام وفاق سطيف، خصوصا أن سيكوليني حذّر أشباله من مغبة المرور جانبا في مباراة لن تقبل القسمة على اثنين، على حد تعبيره في آخر حديث كان له مع عناصره. ومن جهة أخرى، كانت تشكيلة “الكناري” قد شدت الرحال إلى عاصمة “يما ڤورايا” صبيحة أمس، وقدم مسيرو “الموب” العديد من التسهيلات لها، على غرار منحهم حرية التدرب في الملعب الرئيسي عشية أمس. وستعرف التشكيلة القبائلية عودة بعض العناصر إلى التشكيلة الأساسية، على غرار دلهوم الذي سيخلف يسلي في وسط الميدان، بالإضافة إلى الثنائي مكاوي وبن العمري الذي سيبدأ اللقاء، وبالمقابل سيكون التعداد القبائلي منقوصا من خدمات العراقي عبد الرحيم مهند كرار، المتواجد في مسقط رأسه لتجديد التأشيرة، بالإضافة إلى عيبود المصاب. ولا حديث لدى لاعبي “الكناري” سوى عن الفوز، والعودة إلى الديار بنقاط المواجهة، على الرغم من صعوبة المأمورية أمام منافس يتواجد في أحسن أحواله المعنوية، وما المرتبة التي يتواجد فيها إلا دليل على أن أشبال سيكوليني لن يجدوا الطريق مفروشا بالورود اليوم.