انتقد رئيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسّنّة، الشيخ عبد الله المصلح دعاة المذهب الدارويني من المسلمين، طالبًا منهم الدليل على زعمهم، معتبرًا تلك المزاعم ب«الأوهام”، ومؤكّدًا لهم أنّ الإنسان الأوّل نزل إلى الأرض وكان مُتّصلاً بالله، وهو آدم عليه السّلام، ”وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ”، موضّحًا أنّ الإنسان الأوّل (آدم عليه السّلام) لم يكن متوحّشًا بل كان ربّانيًا. وأوضح الشيخ عبد الله المصلح لدى افتتاحه الندوة العلمية حول ”الضّوابط الشّرعية والعلمية لبحوث الإعجاز العلمي في القرآن والسُّنّة” الاثنين الفائت بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، أنّ هؤلاء الأنبياء والرّسل عليهم السّلام منحهم الله شيئين مهمّين: الأوّل كتاب تنزّل من السّماء، وهذا الكتاب تضمّن العقيدة والشّريعة، وتضمّن عالم الغيب وعالم الشّهادة. والثاني براهين للدَّلالة على صدق ذلك النّبيّ، مشيرًا إلى أنّ هذا البرهان يتنوّع بتنوّع المدركات في تلك الأزمنة. وتحدّى الشيخ عبد الله المصلح، أساطير أهل العِلم في الكرة الأرضية اليوم (علماء الفضاء، البحار، الطب، الجيولوجيا وغيرهم) على أن يأتوا بدليل واحد على زعمهم، مؤكّدًا أنّهم ”لا يملكون إلى أنّ يَسْلموا أو يستسلموا لهذا الدّين، وما عليهم إلاّ أن يقولوا ”هذه حقيقة لا أملك رَدَّها”. ولفت الشيخ المصلح إلى أنّ ”هذا الدّين –الإسلام- مطلب البشرية جمعاء في هذا الزّمان”، معرّجًا على خصائص ومميّزات الإعجاز العلمي في القرآن والسّنّة، مقسّمًا إيّاه إلى مادي وهداية وتشريعي وبياني. مذكِّرًا بضوابط الإعجاز العلمي والّتي حصرها في ست عشرة ضابط، أهمّها: أن تكون تلك القضية حقيقة علمية شهد بها المتخصّصون، وأن تكون جاءت في كلام الله تعالى أو سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بطريقة واضحة، وأن تكون غير معلومة لأهل الأرض وقت تنزُّل الوحيّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأن يكون هناك تطابق بين هذه الحقيقة وبين ما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ وسُنّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم. وأكّد الشيخ عبد الله أنّ الهيئة ومنذ 40 سنة وهي تعمل لتقدّم للبشرية هذه الحقائق وتبرهن على أنّ الحقّ مع هذا الدّين. متسائلاً: ماذا يعني أن نهتم بالإعجاز ولماذا؟ ليجيب قائلاً ”لزيادة اليقين في رؤية الحقائق العلمية الباهرة، فهي للمسلمين طمأنينة ولغيره دليل وبرهان، وكذلك للردّ على الشُّبهات لصدق رسالة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإثبات أنّ الإسلام دين العلم”، وأضاف ”الإعجاز العلمي أمن للدعوة إلى الله ووسيلة لهداية لغير المسلمين، إلى جانب تعزيز ثقة المسلمين بدينهم في مثل هذا العصر”. من جانبه، تناول الدكتور عبد الجواد الصاوي موضوع ”الطبّ النّبويّ بين النّظرية والتّطبيق”، بينما عرّج الدكتور أبو حسين حمدان حمامة على موضوع ”الجيولوجيا في الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة”، وأخيرًا تطرّق الدكتور أبو المجد لموضوع ”إشكالية الطبّ النّبويّ”.