أكدت وزارة التربية، أمس، “فشل” الإضراب الوطني الذي دعا إليه المجلس الوطني لأساتذة الأطوار الثلاثة للتعليم، فقد تم تسجيل نسبة استجابة “ضعيفة جدا” على مستوى الابتدائيات والمتوسطات، فيما التحق عدد قليل من أساتذة الثانويات بهذه الحركة الاحتجاجية، التي لم تشل، حسب الوزارة، المؤسسات التربوية “مثلما تدعيه النقابة”. واستغربت الوصاية على لسان مستشار الوزيرة، لإصرار بعض النقابات على انتهاج الإضراب رغم اقتناعها بأن المتضرر الوحيد منه هو التلميذ، ودعت بالمناسبة جميع الشركاء الاجتماعيين إلى مسعى العقد التربوي الذي سيتم التوقيع عليه خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد اطلاع النقابات وتنظيمات أولياء التلاميذ بمضمونه. وسيكون هذا العقد، يضيف محدثنا، إلزاميا يفرض على جميع أطراف الأسرة التربوية معالجة مختلف مشاكل القطاع ومستخدميه في إطاره دون اللجوء إلى الحلول الراديكالية، قصد حماية التلميذ والمدرسة من الاضطرابات والتوترات، وسيكون أيضا الإطار الوحيد الذي ترفع فيه مطالب الشركاء إلى الحكومة. من جهة أخرى، أبدى أساتذة الأطوار الثلاثة للتعليم أمس خلال الجمعيات العامة التي تم تنظيمها على مستوى مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن، استياءهم من نية الوزيرة التراجع عن التزامها بتلبية مطالب القطاع، وكذا جميع المكتسبات التي افتكتها النقابة بعد سنوات طويلة من النضال. وقال المكلف بالإعلام على مستوى “الكناباست” مسعود بوديبة، إن وزارة التربية حاولت تضليل الرأي العام، من خلال التسويق لجلسات عمل مع النقابة، لم تأت في الحقيقة، يضيف، بأي جديد، فهي لقاءات شكلية، حسبه، أثبتت بأن ممثلي الوصاية لا يملكون لا سلطة قرار ولا قدرة على تجسيد المطالب المرفوعة. وأكد بوديبة أن منخرطي “الكناباست” صادقوا بالإجماع خلال الجمعيات الجهوية على خيار التصعيد بعد أن اقتنعوا بأن الوزارة أصبحت لا تؤمن بالفرص المتاحة والحوار، مشيرا إلى أنه سيتم عرض تقارير هذه الجمعيات على الجمعيات الولائية المقررة هذه الأيام تحسبا لعقد دورة المجلس الوطني. وحمّل المجلس وزيرة التربية مسؤولية ما قد ينجر عن الإضراب من تعطيل لمصلحة التلميذ وتهديد بسنة بيضاء “بسبب الأسلوب والممارسات المنتهجة التي تدفع الأساتذة إلى التصعيد من خلال استئناف الحركة الاحتجاجية خلال الفصل الثاني”. وفيما يخص اليوم الثاني والأخير من الإضراب، قال بوديبة إن نسبة الاستجابة تجاوزت 85 في المائة، مع تسجيل التحاق عدد من الأساتذة في ولايات مختلفة، على غرار غردايةوالجزائر.