يسجل المركز الوطني للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية “الكراغ”، أكثر من مائة هزة أرضية وزلزال في الشهر الواحد، بمعدل يصل إلى 5 هزات يوميا لا يشعر المواطن بأكثرها، في حين تكثر هذه الزلازل في المناطق الشمالية طيلة أيام السنة ولا علاقة لها بارتفاع درجة الحرارة. صرح المدير العام للمركز الوطني للبحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية، شاوش يلس، بأن الزلزال الذي شهدته البليدة، أول أمس، يندرج في إطار النشاطات الزلزالية للمنطقة، فيما ذكر أن الجزائر تشهد 100 هزة في الشهر الواحد بمعدل يصل إلى 5 هزات في اليوم، 90 بالمائة منها لا يشعر بها المواطن، وذكر أن المناطق الشمالية هي الأكثر تضررا (تيبازة، البليدة والعاصمة)، في حين تقل الخطورة كلما اتجهنا نحو الجنوب. فيما برر المتحدث، على هامش مشاركته في منتدى يومية “المجاهد”، التأخر الذي يسجله المركز في نشر المعلومات الخاصة بالزلازل في وقتها، بقوله إن “مصالحه تتحرى المصداقية في نقل المعلومة، وتتفادى تغليط الرأي العام، في حين أن بعض المراكز العالمية تنقل معلومة ثم تعود لتُصححها في وقت لاحق”. وحدد يلس خطورة الزلزال في الجزائر عند تجاوزه الخمس درجات، يقول: “إن الزلازل في الليل عادة ما تحدث أضرارا أكثر لأن المواطن يكون نائما حينما يشعر بها، وتنجم عنها حالة هلع وخوف كبيرة”. ونفى العلاقة بين الحرارة وبين الزلازل، فالزلازل ننتظرها طيلة أيام السنة. وأفاد بأن الجزائر لا تعرف نشاطات بركانية، أما الحمامات المتواجدة عبر التراب الوطني مثل حمام المسخوطين والصالحين، فهي نتيجة نشاطات بركانية قديمة. وهاجم المتحدث العالم في الفيزياء والجيوفيزياء، لوط بوناطيرو، بالقول إن التصريحات التي ينشرها على الجرائد “ليست مبنية على دراسات وبحوث علمية منشورة”. وأضاف: “لا يكفي أن نجمع بعض الميداليات في المعارض لتكون لدينا مصداقية علمية في الطرح”. وفي هذا الشأن، قال المتحدث: “إن هذه التصريحات لا تخلف سوى بث الخوف في نفوس المواطنين، ونشر المعلومات الكاذبة التي تغلط الرأي العام”. وأضاف: “نحن علماء، كل المعلومات التي نعطيها مؤسسة على حقائق علمية وليست وليدة “التنجيم” في كرة كريستالية”! وأنهى بالقول: “إن هذا الشخص ليس مؤسسة وليست له الدراسات والتحليل اللازم من أجل الحديث عن العلوم”. من جهته، ذكر مدير فرعي للإحصاءات بالمديرية العامة للحماية المدنية، المقدم فاروق عاشور، أن مصالحه تعمل على استحداث فرق تدخل سريعة في كل حي، فيما ذكر أن مصالح الحماية المدنية تتوفر على 5 آلاف عون مختص يجندون خلال المخاطر الكبرى، فيما تم تكوين 65 ألف مواطن في إطار التوجه نحو عون واع واحد في كل عائلة للتقليل من الأضرار خلال المخاطر الكبرى. وكشف المندوب الوطني للمخاطر الكبرى بوزارة الداخلية، محمد الطاهر مليزي، عن دراسة تشرف عليها مصالحه بالتنسيق مع القطاعات الأخرى، من أجل إحصاء جميع المناطق ذات النشاط الزلزالي الكثيف، لترحيل سكانها بشكل مستعجل ومنع تشييد البناءات عليها مستقبلا، وذلك في إطار التخفيف من الأضرار المادية والمعنوية الناتجة عن الزلازل. وأضاف المصدر نفسه ل”الخبر” أن العملية انطلقت عبر إحصاء تقني وعلمي لجميع المناطق المعنية، يقول: “على المواطن والدولة معا أن يحترما معايير وقواعد البناء، لا يمكن أن يتم تشييد بناءات دون دراسة مسبقة، وهو ما وقع فعلا في بعض المناطق”. وأردف المتحدث نفسه أن الزلزال الذي لا يمكن التنبؤ به يمكن التقليل من الأضرار الناتجة عنه، ومن ذلك احترام المقاييس العالمية في البناء، وكذلك تفادي تشييد بنايات في بعض المناطق ذات النشاط الزلزالي الكثيف، على غرار حمام ملوان. وعن هذا المشروع، يقول المصدر نفسه: “سنمنع مستقبلا البناء في هذه المناطق، لأن فيها حركة زلزالية دائمة”، فيما أفاد حول سؤال عن مصير المواطنين القاطنين بالمناطق ذاتها: “سنرحلهم بشكل مباشر بعد نهاية الدراسة الميدانية العلمية التي نقوم بها”، وأوضح بأن هذه العملية ستكون في صالح المواطن ولحمايته.