سلطت هيئة محكمة الجنايات بمجلس قضاء أم البواقي، عقوبة الإعدام في حق قاتل اللاعب السابق لاتحاد خنشلة، ياسين مراح، في جلسة شهدت حضورا كبيرا لعائلتي الجاني والضحية وأصدقاء الطرفين والفضوليين، لمتابعة تفاصيل الجريمة التي راح ضحيتها اللاعب الشاب ذبحا على يدي صديقه لأسباب لها علاقة بدين في ذمة الجاني. تعود وقائع القضية إلى شهر أفريل من سنة 2013، يومها لم يكن ياسين يعلم أن نهاية عمره ستكون على يد صديقه، وبأن تلك الليلة التي قضاها معه ستكون الأخيرة، حيث دعا صديقه إلى بيته الكائن بحي 700 سكن بخنشلة، وتابعا لقاء القمة بين ريال مدريد وغريمه برشلونة، واحتفل بعيد ميلاد ابنته الأول الوحيدة التي رزق بها بعد عام من زواجه، ثم طلب من زوجته أن تلتحق ببيت صهره لأنه سيسافر إلى العاصمة لتسوية بعض أعماله مع صديقه. واستمرت جلسة السمر بين الصديقين إلى الحادية عشر ليلا، حيث تناول الضحية عصيرا رفقة صديقه ثم شدا الرحال باتجاه العاصمة وكان صديق ياسين هو من يقود السيارة، ثم غلب النعاس الضحية، وبعد أن استيقظ وجد صديقه قد غيّر الطريق، ليسأل ياسين مرافقه عن سرّ تغيير وجهة الطريق، فأعلمه أنه في الطريق الصحيح، ثم طلب منه أن يستلم القيادة لأنه يشعر بالتعب. وعندما بلغ الصديقين بلدية عين الزيتون بولاية أم البواقي نزل كلاهما لتبادل المقاعد، ليتفاجأ الضحية بصديقه يوجّه له طعنة إلى القلب، وحاول الضحية أن يقاوم إلا أن صديقه تمكّن منه ووجه له 46 طعنة ثم ذبحه ووضع جثته تحت جسر قرب بلدية عين فكرون بولاية أم البواقي. وبعد أن تخلص من الجثة، عاد القاتل إلى خنشلة وخلد إلى النوم، في اليوم الموالي بدأت عائلته تسأل عنه كون أرقام هواتفه النقالة لا ترد، ثم اتصلت بصديقه الذي كان معه، فأنكر أنه سافر معه أو حتى أنه سمع بسفره، لكن بعد مرور يومين بدأت الشكوك تراود عائلته التي بلّغت الشرطة بالخبر. وتم استدعاء الصديق الذي أنكر أنه التقى أو سافر مع الضحية، واعترف بأن الضحية له عليه ديون على شكل صكوك ضمان على اعتبار أنه مدين للضحية، ومن خلال تضارب أقواله ذهب الشك إلى كونه متورط في اختفاء ياسين. وبمجرد اكتشاف جثة ياسين، ازدادت الشكوك حول الصديق، وتم استدعاؤه مرة أخرى، وظهر في التحقيق تضارب في أقواله، لتزداد الشكوك أنه الفاعل، وعند تمشيط عناصر الفرقة الجنائية للشرطة القضائية لأمن ولاية خنشلة لمسرح الجريمة، عثر على أداة الجريمة والهواتف النقالة للضحية التي تخلص منها القاتل، وتبيّن أنه الجاني بعد معاينة بصماته عليها، كما عثر على أداة الجريمة في محاصيل زراعية، ليتم استرجاعها، وتم أخذ البصمات التي أظهرت أن المشتبه فيه هو القاتل، واستدعائه من جديد ومواجهته بالصكوك والمستندات التي كان الضحية قد منحها لأخيه قبل السفر مع القاتل، والتي تثبت أن على القاتل ديونا تجاه الضحية، وأمام حنكة المستجوبين اعترف القاتل بفعلته ليصدر ضده حكم الإعدام.