يكشف المخطط الوطني لمكافحة السرطان، نسخة منه بحوزة ”الخبر”، عن اختلالات فظيعة قبل سنة 2013، حالت دون التحكم في المرض والتكفل بالمرضى، وأبرزها أرقام متناقضة في عدد الحالات الجديدة سنويا في الجزائر، وندرة متكررة للأدوية ونقص وحدات طب الأورام في عدة ولايات، وضغط على مصالح العلاج بالأشعة، مع آجال تتجاوز 18 شهرا. يحمل المخطط الجديد ”حقائق خطيرة” عن تأخر مكافحة السرطان، يشير إلى ”ندرة متكرّرة للأدوية، زاد في تفاقمها الوصف العشوائي لعدم وجود بروتوكولات مرجعية، ونقص وحدات الأورام في عدّة ولايات، خاصة في جنوب الوطن، ما يضطر المرضى إلى القيام بتنقلات طويلة وعديدة، وورش متوقفة فيما يخص إنجاز مراكز مكافحة السرطان (منذ 7 سنوات بالنسبة لعنابة، و18 شهرا بالنسبة لتيزي وزو، وعدة أشهر بالنسبة لسيدي بلعباس وتلمسان). وتوجد، حسب المخطط، ”مراكز تم استلامها (سطيفوباتنة)، ولكن غير مشتغلة، لأنّ استلام التجهيزات (المسرعات)، كان متوقفا بسبب عدّة مشاكل إجرائية”. يحدث هذا رغم ”وجود تقرير يحمل عنوان ”تقييم ومتابعة المخطّط الوطني للسرطان”، مؤرّخ في جوان 2013 يتضمّن اقتراحات متعلّقة بإعداد مخطّط وطني للسرطان”، وفقا للمخطط دائما. وتتوفر حظيرة ”المسرعات” حاليا في القطاع العمومي على 17 مسرعا موزعة، وهي كما يلي: 3 في باتنة، و3 في قسنطينة، ومسرع واحد في مركز بيار وماري كوري، و3 مسرعات في وهران، و3 أخرى في ورڤلة، ومسرع واحد في البليدة و3 مسرعات في عنابة. وكانت الحظيرة تضم 7 مسرّعات إلى غاية 31 ديسمبر 2013، فيما ستضم 28 مسرعا جديدا عند نهاية 2015، وستبلغ 61 مسرّعا في نهاية 2019، على أن يتم ”توقيع عقد مع ”فاريان” للأنظمة الطبية، من أجل تزويد وتنصيب وتشغيل تجهيزات طبية للمعالجة بالأشعة ولواحقها ل6 مراكز مكافحة السرطان (الأغواط، وتلمسان، وتيارت، وسيدي بلعبّاس، وأدرار وبجاية)، وتوقيع على عقد ثان مع المورّد ”إلكتا” لتجهيز 7 مراكز مكافحة السرطان (الوادي، وبشّار، والشلف، والمديّة، وتيزي وزّو ومعهد السرطان بوهران). وسجل المخطط الوطني لمكافحة السرطان بأن ”2014 تمثل بداية تقليص آجال الانتظار، من أجل الحصول على المعالجة بالأشعّة، ولكن مع فوارق جهوية كبيرة تتراوح بين أسبوع و15 يوما بالنسبة لوهرانوسطيفوباتنة، وإلى غاية 6 أشهر بالنسبة للجزائر العاصمة والبليدة، فيما يخصّ سرطانات الثدي والبروستاتا”. وسينخفض معدّل الأجل المعياري الوطني، حسب فحوى المخطط، ”بالنسبة لموعد في مجال المعالجة بالأشعّة أقل من 15 يوما، وسيتمّ كذلك تحسين هذا الأجل مع تنفيذ مخطّط السرطان الذي ينصّ على مقاربات بديلة في مجال علاجات الرعاية التلطيفية، التي ستحرّر أماكن أكثر في مجال المعالجة بالأشعّة، وذلك مع تشغيل 3 مسرّعات لمركز مكافحة السرطان بعنابة ومسرّعين جديدين بقسنطينة، وعن قريب مسرّعين جديدين بالبليدة، وكذا الاستلام التدريجي قبل نهاية 2015 للمراكز الجديدة لذراع بن خدّة، وتلمسان وسيدي بلعبّاس”. وخصصت أكثر 37 مليار دينار من أجل اقتناء الأدوية الخاصة بطب السرطان وطب الدم، ويمثل ذلك 60 في المائة من إجمالي مشتريات الصيدلية المركزية للمستشفيات لسنة 2014. فيما قامت وزارة الصحّة ابتداء من الفاتح جانفي 2015، بوضع سجّل إلكتروني وطني للسرطان تسيّره فرق تابعت تكوينا ملائما خلال الثلاثي الأول لسنة 2014. وسيسمح هذا السجل الإلكتروني بالتحديد وبدقة علمية، حسب المخطط، ”عما إذا كان رقم 45 ألف حالة جديدة الذي صرّح به بعض المتخصصين مطابقا أو يتجاوز، أو مبالغا في تقدير حقيقة انتشار السرطان في الجزائر، علما بأنّ الاستنتاجات التي قام بها بعض الخبراء انطلاقا من عدد العلاجات المستعملة في طب الأورام تدل على معدّل 20.000 حالة جديدة كل سنة”.