شيّع الآلاف من المصلين جنازة الشيخ أبو أنس أحمد الساوري في مسقط رأسه بقرية تيمودي، أين غصت مدينته الصغيرة بجموع بشرية تهاطلت عليه من مختلف ولايات الوطن. الشيخ أو أنس الذي غيّبه الموت إثر انقلاب سيارته على الطريق الرابط بين مدينتي البيض وتيميمون، كان كثير التردد على ولاية البيض المدينة "المحبوبة عنده" نظرا لارتباط أهلها به وتعلقهم بشخصيته المتواضعة التي تميزها روح الوقار والتواضع. ويعرف عن الساوري "قرائته المتميزة" وصوته الشجي والنادر، وهو ما كان يجمع عليه جموعا غفيرة من المصلين من مختلف الأحياء بل والبلديات خاصة في ليال شهر رمضان والرجل عرفت عنه خطبه ودروسه المؤثرة التي كانت تعكس جانبا من حرص الرجل في إخراجها على أعلى مستوى، وكان لها أثر البالغ على نفوس المستمعين، وأحيانا كانت تتحول إلى حديث العام والخاص. وتميز الرجل بعفوية منقطعة النظير في علاقاته مع الأخرين كبارا وصغارا، وكان حريصا طيلة حياته على نصرة السنة النبوية الشريفة في كل مناسبة، فضلا عن طابع الفكاهة الذي ميز شخصيته سواء مع عائلته أو عموم مواطني ولاية بشار. والشيخ أحمد الساوري الذي وافته المنية وهو في العقد الخامس من العمر، ينحدر من قرية تيمودي جنوب ولاية بشار، وكان للرجل حضور إعلامي في جريدة الخبر بمقالات كانت تنشر له خلال الشهر الفضيل، إلى جانب دورس وفتاوى كان يلقيها على أمواج إذاعة بشار الجهوية ومسيرة الشيخ أحمد حافلة بالعطاء العلمي، فالرجل حصل سنة 1900 على الجائزة الأولى في مسابقة رئيس الجمهورية وقد كرم من طرف الراحل الشاذلي بن جديد، وشهادة الكفاءة المهنية في رتبة إمام مدرس عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وهو ما أهله لتقد مناصب إمامة في كل من ولايات بجاية، بشار التي استقربها، وولاية البيض التي تعلق بها وقدر له أن يلقى فيها حتفه. كما كانت للرجل وفقة تاريخية في إخماد نار الفتنة في أحداث لبيض سيد الشيخ سنة 2001، إلى جانب فعاليات فكرية وثقافية ساهم فيها وكان له حضوره البارز فيها، وفي مقدمتها اشتغاله كمؤطر في مؤسسات إعادة التربية ببشار.