قدمت السلطات الجزائرية قائمة تضم 120 إمام يتميزون بكفاءة علمية وفقهية، للتوجه إلى باريس في مهمة خاصة تتمثل في محاولة إقناع الجهاديين الأوروبيين، خاصة ذوي الأصول المغاربية، بعدم جدوى الطريق الذي سلكوه وإعادتهم إلى جادة صوابهم. وتخوض السلطات الجزائرية مع هؤلاء ما يشبه مراجعات فكرية، سبق أن أقرتها بمساجد الجزائر، ولن يقتصر عمل هؤلاء الأئمة على الضواحي التي يقيم فيها المغاربة والعرب، بل سينتقلون إلى بعض المؤسسات العقابية بفرنسا التي تنامى فيها الفكر المتطرف، حسب متحدث على صلة بالموضوع. وأكدت مصادر مطلعة ل«الخبر” أن ال 120 إمام جزائري الذين سيدخلون في المعركة ضد الإرهاب والخلايا النائمة بفرنسا التي يقودها “الجهاديون الأوروبيون” العائدون من صفوف التنظيمات الإرهابية في سورياوالعراق، مثل “النصرة” و«داعش”، سيقودون ما يشبه مراجعات فكرية تمس أبناء المهاجرين، والمسلمين الفرنسيين من أصول مغاربية وعربية. وسيكون الأئمة الجزائريون في نجدة فرنسا لطرد شبح الإرهاب والتطرف والخلايا النائمة فوق أراضيها. وتتزامن هذه الحملة مع التنسيق الأمني الكبير الذي تقوم به السلطات الأمنية الجزائرية مع نظيرتها الفرنسية، في محاولة لتجفيف منابع الإرهاب في أوروبا وصد المد الإرهابي من داخل الدول الأوروبية نحو دول الشرق الأوسط، خاصة معاقل التنظيم الخطير “داعش”. وقد كشفت تقارير إعلامية أمريكية، مؤخرا، أن الجزائر قدمت معلومات لفرنسا تضمنت قائمة بأسماء ما لا يقل عن 180 إلى 200 مشتبه بهم في الانتماء لخلايا نائمة و«جهاديين” بعدة دول أوروبية. وحسب ذات المصادر، تمكنت الجزائر من تحديد هوية ما لا يقل عن 100 شخص ينتشرون بأوروبا، خاصة بفرنسا، بلجيكا، هولندا وألمانيا، متورطين في تجنيد الشباب في صفوف ما يعرف ب«الدولة الإسلامية”. وأضافت أن الجزائر أبلغت الأوروبيين أن “أحد الشباب المغرر بهم، الذي كان قد جند بأوروبا، هو الآن يتدرب في معسكر تابع لكتيبة “عقبة بن نافع” بتونس، بمنطقة القصرين على الحدود مع الجزائر”. وتبقى الأرقام متضاربة فيما يخص العدد الحقيقي للأوروبيين الذين يقاتلون في صفوف “داعش” و«النصرة” الإرهابيتين في العراقوسوريا، وتقدم آخر الأرقام عدد 300 فرنسي متواجدين بسوريا، و400 بريطاني، 200 بلجيكي وعشرات الألمان، بما مجموعه 1500 “جهادي” أجنبي قدموا من 70 دولة. وتذكر الأرقام أن 130 فرنسي و50 بلجيكيا عادوا مؤخرا من سوريا إلى أوروبا. وذكرت إحصائيات أخرى أن 1000 “جهادي” متطوع تنقلوا من فرنسا إلى سوريا، عاد منهم 100 عنصر إلى فرنسا، منهم من زج بهم في السجن، ويقدرون ب 52 عنص عنصرا، وآخرون محل متابعة قضائية.