يزور وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازوناف، الجزائر نهاية ديسمبر المقبل، لبحث قضايا أمنية مرتبطة بالإرهاب، على رأسها قضية الجهاديين المغاربيين والفرنسيين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق. وتناول كازوناف نفس الملف خلال زيارته تونس أول أمس. نقلت جريدة “لوفيغاور”، التي أوردت الخبر، عن كازوناف إلحاحه على أن محاربة الإرهاب “مسألة تعني بلدينا”، يقصد تونسوفرنسا. جاء ذلك في تصريحه في نهاية زيارته لتونس، حيث قال إن المسؤولين في البلدين “عازمون على العمل سويا لمحاربة التطرف والوقاية من ذهاب الجهاديين، وتعزيز التعاون بين أجهزة الاستعلامات والشرطة”. وأدى وزير الداخلية الفرنسي زيارة مشابهة إلى أنقرة، نهاية سبتمبر الماضي، على خلفية إلقاء القبض على ثلاثة جهاديين فرنسيين عائدين من سوريا. وكانت هذه الحادثة فرصة للفرنسيين لبعث التنسيق الأمني مع تركيا، التي تشهد علاقاتها مع باريس فتورا. وتفيد الأرقام حول خلايا الجهاديين المسافرين إلى المشرق العربي بغرض الجهاد، بأن الفرنسيين يمثَلون نسبة كبيرة منهم، إذ يبلع عددهم ألفا، قطاع منهم التحق ب«داعش” وقطاع آخر انضم إلى تنظيم جبهة النصرة. ويتراوح عدد التونسيين المنضمين إلى الجماعات الجهادية، حسب أجهزة الأمن التونسية، ما بين ألفين و3 آلاف، قتل حوالي 500 منهم، فيما عاد 500 آخرين إلى تونس التي تخشى سلطاتها مواجهة تجربة الجهاديين المغاربيين في أفغانستان، العائدين إلى بلدانهم نهاية ثمانينيات القرن الماضي، بعد نهاية الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفييتي سابقا. وتندرج زيارة كازوناف إلى تونس في إطار مواجهة فرنسا وبلدان المغرب العربي ظاهرة واحدة، تتعلق بالتطرف المنتشر في أوساط الشباب عبر شبكة الأنترنت، وتنامي الرغبة في القتال لديهم في صفوف الجماعات الجهادية في سورياوالعراق. ويرجح أن هذه القضايا سيتطرق إليها الوزير الفرنسي مع وزير الداخلية الجزائري ومسؤولي أجهزة الأمن والشرطة، عندما يزور الجزائر. يشار إلى أن الزيارة لم يعلن عنها جزائريا. ومعروف بالنسبة لمتتبعي قضية الجهاديين المسافرين من فرنسا إلى سوريا بغرض الجهاد، أن نسبة كبيرة منهم ينحدرون من الجزائر التي تملك مصالحها الأمنية تجربة في محاربة شبكات التجنيد للجهاد في العراق، في السنوات الأخيرة، ويرجح أن كازوناف يريد الاستفادة من هذه التجربة.