توصلت تحقيقات تجريها وحدة متخصصة في مكافحة ومتابعة الجماعات الإرهابية، حول عودة الجزائري “م. أ« المنتمي إلى تنظيم “داعش” إلى الجزائر، وألقي القبض عليه في مطار هواري بومدين، إلى تواطؤ تجار “تراباندو” في تسهيل عودته إلى الجزائر. وينتظر أن تتضمن التحقيقات الاستماع إلى مسؤولين من مطار الجزائر، لعرض أسباب مرور الإرهابي عبر جهاز “السكانير” دون التفطن له، بالرغم من وجود رصاصات مزروعة في جسده. وكشفت مصادر أمنية متطابقة ل«الخبر”، تفاصيل مثيرة عن توقيف المقاتل الجزائري “أ. م«، 32 سنة، في التنظيم الإرهابي “داعش” والعائد من سوريا، حيث اختار العودة إلى الجزائر على متن رحلة في الفترة الليلية، باعتبار أن حركة المسافرين فيها تكون سريعة وتقل فيها أيضا حركة الطيران. وأفادت المصادر بأن وحدة متخصصة من فصيلة الأبحاث لمكافحة ومتابعة الجماعات الإرهابية، تنتقل يوميا إلى مطار هواري بومدين، في إطار استكمال التحقيقات التي تشمل حاليا التدقيق في قوائم المسافرين المتجهين والقادمين، من مدينتي أنقرة وإسطنبول (تركيا) ودول من المشرق العربي، فيما ستمس التحريات الاطلاع على بيانات الخطوط الجوية الجزائرية وكذا شركة طيران أجنبية، بالتنسيق مع إدارة مطار هواري بومدين، طيلة الأشهر الماضية. ويعمل المحققون على جزئية مهمة تتعلق بوجود “تواطؤ” بين الجزائري المنتمي إلى “داعش”، مع تجار “تراباندو” تحوم حولهم شكوك بنسبة كبيرة عن تسهيل دخول الإرهابي إلى الجزائر عبر المطار، وتحصله على جواز سفر مزوّر، بحكم تعودهم على السفر إلى تركيا بالتحديد ومعرفة أشخاص معينين. كما تتجه التحقيقات نحو مراجعة بيانات المسافرين الذين كانوا مع “المقاتل الداعشي” على نفس الطائرة، لمعرفة ما إذا كان من بينهم من له علاقة به، نظرا لكون هذا الإرهابي، حسب المصادر، لم يكن لديه من ينتظره في المطار، وهو أمر استغربه المحققون، لكنهم توصلوا إلى أن المعني كان يوجه عن طريق أشخاص آخرين، عن بعد. ولم تستبعد مصادر “الخبر” أن تتطور التحقيقات إلى استدعاء العدالة التي أمرت بفتح التحقيق، لمسؤولين من مطار هواري بومدين، من أجل سماع أقوالهم بشأن عدم التفطن للإرهابي “م. أ«، خصوصا لدى مروره على جهاز “السكانير”، بحكم أن جسده كانت عالقة فيه رصاصات، وذلك لأنه عاد إلى الجزائر لتلقي العلاج في عيادة خاصة. كما يجري في المقابل، تحقيق مواز لتحديد مكان تزوير جواز السفر الذي دخل به “الداعشي” إلى الجزائر، وعما إذا زور في الجزائر وأرسل إليه في سوريا، أم زور في مكان آخر، وفقا للمصادر، وذلك بهدف كشف الشبكة المختصة في تجهيز وثائق السفر، وهي جزئية مهمة في التحقيق، ينسق فيها المحققون مع “أنتربول”، على أساس وجود وثيقة سفر رسمية للدولة الجزائرية تعرضت للتزوير واستعملها شخص يمارس الإرهاب، أو أجرى الإرهابي “توقف - إسكال” في دولة أخرى قبل دخوله تركيا. وفي الموضوع، يقرأ الخبير الأمني عبد العزيز المجاهد ل«الخبر”، أن عودة المقاتلين الجزائريين في “داعش” إلى الجزائر، استنادا إلى “عدم بلوغ المقاومة في العراقوسوريا أهدافها رغم تلك السنين، فيعتبرون الجزائر ملجأهم الوحيد، وكذا الاقتتال بين التنظيمات الإرهابية فيما بينها، إلى جانب بروز اتجاه التخلص من المقاتلين الأجانب من أجل بقاء المقاومة قضية وطنية في سورياوالعراق مثلا”.