دعت الحكومة التونسية رعاياها إلى عدم السفر إلى ليبيا في الظروف الراهنة، ودعت أفراد الجالية التونسية الموجودين بليبيا إلى مغادرة التراب الليبي وتوخي الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم في هذا البلد، عقب اقتحام مسلحين لمقر السفارة التونسية في طرابلس وخطف دبلوماسي وتسعة من موظفي السفارة واقتادوهم إلى مكان مجهول. تتوجه الحكومة التونسية إلى سحب تمثيلها الدبلوماسي في طرابلس بعد أشهر من إعادة فتح التمثيلية الدبلوماسية، عقب عملية الاقتحام التي تمت، أمس الجمعة، من قبل مسلحين ينتمون إلى قوات “فجر ليبيا” التابعة لحكومة طرابلس، وقال مسؤول في وزارة الخارجية التونسية إن السلطات التونسية تجري اتصالات مع مسؤولين في الحكومة الليبية في طرابلس للعمل على الإفراج عن الدبلوماسي التونسي والموظفين العشرة في السفارة، الذين اختطفتهم مجموعة مسلحة. وذكر الدبلوماسي التونسي الذي رفض ذكر هويته، في تصريح صحفي ل”الخبر” إن السلطات التونسية وإدارة الجهاز الدبلوماسي تجري اتصالات مع قيادات فاعلة في حكومة طرابلس لأجل الإفراج عن المحتجزين. وأضاف المصدر نفسه أن الرئاسة التونسية هددت حكومة طرابلس بسحب تمثيلها الدبلوماسي في طرابلس، في حال عجزت الحكومة في طرابلس عن حماية وتأمين أفراد السلك الدبلوماسي العامل في طرابلس، مشيرا إلى أن “سلوك قوات فجر ليبيا المحسوبة على حكومة طرابلس، يأتي مخالفا للمواقف الايجابية للحكومة التونسية من الحوار في ليبيا، ومن التعامل مع حكومة طرابلس بالقدر نفسه من الاعتبار مع حكومة طبرق”، لافتا إلى أنه يتعين على كل الأطراف الليبية أن “تعرف أن للصبر حدودا فيما يتعلق بخرق الأطراف الليبية للأعراف الدبلوماسية، سواء في حكومة طبرق التي يطلق مسؤولوها كوزير الإعلام القويري تصريحات جارحة في حق تونس ومسؤوليها، أو من قبل جهة طرابلس حيث تتكرر عمليات خطف الرعايا التونسيين. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يحتجز فيها مسلحون ليبيون تونسيين، عقب عملية احتجاز 300 تونسي في طرابلس من قبل قوات فجر ليبيا قبل شهر، تم الإفراج عنهم على دفعات. وحذر الدبلوماسي التونسي من أن استمرار سلوك الطرف الليبي في طرابلس إزاء الرعايا والمصالح التونسية، قد يضر بمصالح الرعايا الليبيين الذين يقيم ما يقارب مليون منهم في تونس هروبا من الحرب في ليبيا. وفي السياق، دعت الخارجية التونسية الرعايا التونسيين إلى عدم السفر إلى ليبيا وطلبت من المقيمين فيها إلى المغادرة الفورية، وأدان بيان الخارجية “بشدة قيام عناصر تابعة لإحدى الكتائب المسلحة الليبية بطرابلس باقتحام مقر القنصلية العامة التونسيةبطرابلس واحتجازها لتسعة من موظفي البعثة”، واعتبرت الخارجية التونسية أن هذه الحادثة “بمثابة الاعتداء السافر على السيادة الوطنية التونسية والانتهاك الصارخ للقوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية الضامنة لسلامة وأمن الموظفين والبعثات الدبلوماسية والقنصلية”. وأكدت الخارجية التونسية أن كافة أجهزة الدولة تتابع بكل اهتمام وانشغال تطورات هذه الحادثة، بالتنسيق مع الأطراف الليبية والإقليمية والدولية قصد التوصّل في أقرب وقت ممكن للإفراج عن طاقم البعثة التونسية وضمان سلامتهم الجسدية.