ولد الشّيخ أحمد سحنون سنة 1907م ببلدة ليشانة قرب مدينة بسكرة، توفيت أمّه وهو رضيع، وتولّى والده الّذي كان معلّمًا للقرآن الكريم تربيته، فحفظ كتاب الله وعمره 12 سنة، كما تعلّم مبادئ اللّغة العربية والشّريعة الإسلامية على يد مجموعة من المشايخ والعلماء. التقى سنة 1936م ولأوّل مرّة رائد الإصلاح والنّهضة في الجزائر، الشّيخ عبد الحميد بن باديس، وانضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأصبح عضوًا في هيئة تحرير جريدة البصائر. وبعد انتخاب الشيخ البشير الإبراهيمي لرئاسة جمعية العلماء بعد وفاة الإمام ابن باديس، انتخب الشيخ عضوًا في المجلس الإداري أعلى الهيئات القيادية في الجمعية. أدرك الشّيخ منذ اللّحظة الأولى حقيقة المستعمر، فكان دائم التّحذير من مكائده والتّنبيه إلى أساليبه. وكان قد كوّن تنظيمًا فدائيًا سريًا انطلاقًا من مسجد الأمّة سنة 1953م. وبعد اندلاع الثورة لم يتردّد في مساندتها، ما أدّى إلى سجنه سنة 1956. حاول المستعمر استغلال مكانة الشّيخ عند الشعب الجزائري وتأثيره فيه، فطلب منه أن يحذّر النّاس من المجاهدين ويبعدهم عن احتضان الثورة ودعمها، فرفض وحُكم عليه بالإعدام، ثمّ أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات لأسباب صحيّة، فقام المجاهدون بتهريبه إلى منطقة باتنة ثمّ إلى سطيف، ليواصل عمله وجهاده بين أفراد شعبه. ومن الجهود المباركة الّتي قام بها الشّيخ، محاولته تأسيس رابطة الدّعوة الإسلامية وهي إطار دعوي يجمع كافة أطياف الحركة الإسلامية، لتوجيه العمل الدّعوي وتوجيه جهود العاملين بعد توحيدها وتنسيقها لاجتناب التّناحر والشّقاقات داخل صفوف الحركة الإسلامية، سنة 9891 م. انتقل الشّيخ إلى رحمة الله ليلة الاثنين 8 ديسمبر 2003م الموافق ل14 شوال 1424ه، وهو يتألّم ممّا وصل إليه حال الجزائر من انهيار وتفكّك وفرقة. *إمام مسجد ابن باديس – الجزائر الوسطى