دق التقرير العالمي حول المخدرات لسنة 2015 المعد من الأممالمتحدة، ناقوس الخطر بشأن “تحوّل الجزائر إلى مركز عبور رئيسي ومنطقة إعادة شحن للاتجار بالكوكايين ومخدر الإكستاسي”، من غرب إفريقيا نحو أوروبا الغربية والوسطى. وتنخفض النسبة المئوية لتعاطي القنب الهندي في الجزائر، خلافا لباقي دول العالم، بأقل من أو تساوي 1%. أظهر التقرير استقرارا في معدل انتشار تعاطي المخدرات، في مقابل انكماش سبل الحصول على العلاج من الإدمان وفيروس نقص المناعة البشرية. وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 246 مليون شخص تعاطوا المخدرات غير المشروعة عام 2013، كما أن احتمال تعاطي الرجال للقنب والكوكايين والمواد الأمفيتامينية أكبر 3 مرات من النساء، بينما النساء أكثر عرضة لإساءة استخدام أشباه الأفيون والمهدئات التي تصرف بوصفات طبية. ويتضمن التقرير بيانات تم جمعها بالاشتراك مع برنامج الأممالمتحدة المشترك ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي، بشأن انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين متعاطي المخدرات بالحقن، وتنادي هيئة الأممالمتحدة “بضبط متأن لتوازن السياسة الدولية لمراقبة المخدرات، ودراسة البدائل الممكنة لتجريم وحبس من يتعاطون المخدرات، فالأحرى بأجهزة العدالة الجنائية أن تركز جهودها على مَنْ يزوّدونهم بالمخدرات”. وبخصوص الجزائر، تظهر خريطة مرفقة بالتقرير حول “التدفقات العالمية الرئيسية للاتجار بالكوكايين”، عن تحولها إلى مركز عبور بتدفق وتهريب الكوكايين القادمة من دول غرب إفريقيا نحو دول أوروبا الغربية والوسطى، فيما صنفت الجزائر حسب الخريطة نفسها ضمن البلدان التي تُذكر بأكبر تواتر فيما يتعلق بالحالات المنفردة لضبط المخدرات. وبشأن المخدرات الاصطناعية (المنشطات الأمفيتامينية والمؤثرات العقلية الجديدة)، ورد اسم الجزائر في خريطة ثانية حول تدفقات “الميثامفيتامين” بين سنتي 2011 و2013، باعتبارها أيضا مركز عبور ومنطقة إعادة شحن المخدرات الاصطناعية من مصدرها الرئيسي من دول غرب إفريقيا نحو أوروبا الغربية والوسطى. ويُفيد التقرير الأممي حول تجارة المؤثرات العقلية بأنها ماتزال تتكاثر في السوق من حيث الكمية والتنوع، فبحلول ديسمبر 2014 كان هناك ما مجموعه 541 مؤثر عقلي جديدا أبلغ عنها 90 بلدا، من بينها الجزائر، إلى نظام الإنذار المبكر بشأن المؤثرات العقلية الجديدة التابع لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. ولم تظهر الجزائر في خريطة ثالثة تتعلق بالدول الأعضاء التي تنفذ مشاريع تنمية بديلة على الصعيد الداخلي، وفقا للتقارير المقدمة إلى مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات ما بين 2010 إلى 2013. وتعتبر التنمية البديلة الناجحة، قياس مدى تغطية ونوعية وفعالية تدخلات وخدمات التنمية البديلة، فيما يتعلق بالتصدي لمشكلة المخدرات تحديا. وعن إنتاج واستهلاك القنب الهندي، تنخفض النسبة المئوية لتعاطيه في الجزائر، وفقا للتقرير الأممي، أقل من أو تساوي 1% من السكان الذين في سن 15 إلى 64 عاما، فيما بلغ معدل انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين متعاطي المخدرات بالحقن في الجزائر من 1 إلى 5%. أما في المغرب التي صنفها تقرير أوروبي لسنة 2015 بأنها أكبر مورد للقنب الهندي نحو دول أوروبا في العالم، فتراوحت نسبة التعاطي بين 3 إلى 5%. وفي العموم، أفاد تقرير الأممالمتحدة بأنه رغم التباينات الوطنية والإقليمية في اتجاهات تعاطي المخدرات، فإن البيانات المحدودة المتاحة تشير إلى أن تعاطي المواد الأفيونية (الهيروين والأفيون)، بقي ثابتا على صعيد العالم، فنتيجة للاتجاهات السائدة تراجع تعاطي الكوكايين عموما، في حين استمر تزايد تعاطي القنب وتعاطي المستحضرات الصيدلانية شبه الأفيونية لأغراض غير طبية