أتمّ ختم القرآن الكريم ولم يبلغ الثالثة عشرة من عمره، وصلّى بالنّاس التّراويح وهو ابن خمسة عشر عامًا، واستطاع التّوفيق بين المدرسة والكتاتيب فأظهر تفوّقًا ونجاحًا في الاثنين، ومازال يشقّ طريقه فيهما بإمامة النّاس من جهة ومحاولة إيجاد وظيفة في تخصّصه في العلوم السّياسية من جهة ثانية. يعتبر الحافظ لكتاب الله شولي محمد بن عمر من بلدية الإدريسية ولاية الجلفة، من أصغر الطّلبة الّذين أتمّوا ختم وحفظ القرآن على مستوى ولاية الجلفة، بأن حفظه وهو على عتبة الثالثة عشرة من العمر، ذلك أنّه من مواليد سنة 1987م وأتمّه سنة 2000م بعد مسيرة بين الكتاتيب بدأت سنة 1994م، أي في ظرف ست سنوات، وكان كما يقول: “أوزّع نفسي بين الكتّاب بالذّهاب قبل الفجر إلى غاية السّابعة والنّصف صباحًا، حيث أتوجّه إلى المدرسة وأعود إلى الكتّاب بعد صلاة العصر واستكمال الحصص المسائية في المدرسة”. وكان متفوّقًا في الاثنين بتحقيق المعدّلات العالية، حتّى أنّه نال شهادات التّعليم المتوسط والبكالوريا والليسانس في العلوم السّياسية بدرجات ومعدّلات جيّدة، وكان في المقابل يحفظ نصف حزب يوميًا، ولم يؤثّر عليه تنقّله بين عدّة كتاتيب بداية من كتّاب الشّيخ “علي بلكحل” ونهاية بكتّاب “الشّيخ البشير شويكات”. ولعلّ التّنافس الموجود بين أفراد أسرته وأقاربه وتشجيع معلّميه له هو ما كان سرّ تفوقه وختمه القرآن مبكّرًا، وكان لتشجيع معلّميه أنّه صلّى التّراويح بالنّاس وهو ابن خمسة عشر ربيعًا ومازال يؤمّ النّاس ويؤذّن بمساجد الإدريسية إلى اليوم، خاصة بعد أن استكمل دراسته الجامعية ولم يجد عملاً أو وظيفة، رغم أنّه مازال يبحث عن عمل يناسب شهادته كالتّوظيف في السّفارات، وحتّى مشاركاته في مسابقات محلية أو ولائية في حفظ القرآن كان يفوز فيها بالمراتب الأولى، ويرى أنّ التّعليم القرآني بالطّريقة التّقليدية القديمة كان أجدى بكثير من الطّرق الحديثة، لأنّ القلم واللّوح لهما مكانة خاصة.