كشف رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، عن التحضير لإنشاء تكتل وطني يضم مختلف الفاعلين في الحقل السياسي والنقابي والجمعوي، للوقوف، كما يقول، ضد ترسيم العامية في المدرسة الجزائرية، مضيفا «إن النقاش الجديد حول هذا الموضوع سيدفعنا إلى اتخاذ مواقف تهدد استقرار المنظومة التربوية وفقا لما سيتقرر لاحقا». قال الصادق دزيري في كلمته، أمس، أثناء افتتاح الجامعة الصيفية لنقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، التي ستستمر لثلاثة أيام ”إن هذا اللقاء يعقد في ظرف متميز تشهده الجزائر. فعلى الصعيد التربوي، تسجل الساحة الوطنية رجات وردود أفعال كان يجب تفاديها، في وقت الجميع بحاجة إلى رص الصفوف، فوزارة التربية ب”خرجتها” الاستعجالية بتنظيم إصلاحات في المدرسة وضعتنا جميعا في مأزق وأقحمت نفسها في موضوع ترسيم استعمال اللهجات العامية في السنة التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي، الذي يحتاج إلى نقاش معمق، فاستفردت به بتحجج تبنيها لمقترحات الخبراء». واستطرد قائلا ”كان الأولى لهؤلاء الخبراء استصدار توصيات بتطوير الأمازيغية، باعتبارها رافدا من روافد الهوية الوطنية، واعتماد الانجليزية لغة أجنبية أولى، كونها لغة عالمية وعلمية سعيا للتقدم التكنولوجي. أم أن الخلفية الإيديولوجية لهذه الثلة من الخبراء، تغلبت على الروح العلمية الصرفة، وهو ما نعتبره سابقة خطيرة لا يحمد عقباها.. فلا يمكن أبدا، بعد أكثر من نصف قرن من استقلال الجزائر، تحقيق ما عجزت عنه فرنسا الاستعمارية في ضرب اللغة العربية والعودة إلى الوراء”. وبلهجة حادة، أكد دزيري «إن الاتحاد يرفض رفضا قاطعا إقحام المدرسة في صراعات إيديولوجية عقيمة، أخذت منا وقتا وجهدا ثمينين منذ الاستقلال، كما نرفض جازمين إرجاعنا إلى عهد السبعينات من القرن الماضي لافتعال صراعات ومعارك وهمية تجاوزها الزمن كثيرا»، مضيفا أنه كان الأولى للوزارة تخصيص الندوة لتقييم مرحلة التعليم الثانوي، مثلما كان مبرمجا سابقا، ودراسة تقنيات تحسين النتائج المدرسية لتحقيق الأهداف المسطرة، التي تضمنها القانون التوجيهي للتربية الوطنية، بتحقيق نسبة نجاح تقدر ب 70 في المائة كمشروع في آفاق 2015 . كما عرج المتحدث ذاته على جملة العقبات التي ستعترض الدخول المدرسي المقبل، من خلال تعيين 7200 متعاقد مستخلف، فضلا عن الحالات الاستثنائية الأخرى، ما سينعكس سلبا على المردود الدراسي و المنظومة التربوية نتيجة بعض بنود التعليمتين المتعلقتين بالاستخلاف والمسابقات و الامتحانات. وعلى هامش اللقاء، اعتبر صادق دزيري أن الاتحاد سيذهب بعيدا في مواقفه الخاصة بترسيم العامية في سنوات التحضيري والأولى والثانية ابتدائي، وهي مواقف نابعة مما تضمنه القانون الأساسي للتنظيم الذي ينصص على الدفاع عن المنظومة التربوية ومقومات الهوية الوطنية، التي منها العربية، مضيفا أن وزارة التربية بإعلانها الصريح يعد دوسا على الدستور على مرأى من الرأي العام . وطالب رئيس الجمهورية ”بالتدخل شخصيا ووقف هذه المهزلة، التي نتمنى أن تكون سحابة صيف عابرة”.