اهتدت وزارة الشؤون الدينية إلى طريقة تهدف إلى تحصين الحاج الجزائري من تأثيرات المذاهب الدخيلة على المجتمع الجزائري، حيث وضعت في متناولهم خدمة إلكترونية تتمثل في برنامج الحج الإلكتروني لاستقبال أسئلتهم والإجابة عنها مباشرة، ويؤطر هذا العمل نخبة من الأئمة والأساتذة الذين يقدمون فتاوى لقاصدي البقاع المقدسة، وقد خصص لهذه الخدمة مداومة تمتد من التاسعة صباحا إلى الثالثة بعد الزوال. سيعمل الأئمة والأساتذة الذين سيجيبون عن تساؤلات الحجاج الجزائريين عبر بوابة خاصة بهم على موقع الوزارة والديوان الوطني للحج والعمرة، ضمن برنامج الحج الإلكتروني على تحصين الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة من تأثير أفكار بعض “التيارات الدعوية التي قد تحاول التسلل بين صفوف الحجاج”. وسيعتمد هؤلاء على المرجعية الدينية الوطنية المعتدلة ببلوغ التوافق في الخطاب الديني الذي سيساهم في تحصين الحجاج الجزائريين من الأفكار الدخيلة والمتطرفة، بحسب ما أكد الأستاذ خالد يونسي، المدير الفرعي للتوجيه الديني والنشاط المسجدي على مستوى وزارة الشؤون الدينية. وأكد خالد يونسي أن هذا العمل سيكون مكملا لأداء المرشدين والمرشدات المكلفين بتأطير موسم الحج المقبل، والمقيدين بالفتاوى ذات المرجعية الوطنية والرجوع إلى لجنة الإفتاء المتواجدة ضمن بعثة الحج، واعتبرها الهيئة الوحيدة صاحبة صلاحية إصدار الفتاوى، التي تكون موحدة بالنسبة لجميع الأئمة المرافقين للحجاج الجزائريين بعد أن خضعوا لتكوين خاص والذين سيقومون بتبسيط النصائح والإرشادات المقدمة للحجاج، نظرا لاختلاف مستويات الفهم لديهم، لتمكينهم من أداء مناسك الحج وفق الضوابط الشرعية، كما يعمل محمد عيسى على مواجهة ما يسميه “جبهة التيارات الفكرية الهدامة” التي قد تستغل موسم الحج لزرع أفكارها في صفوفهم خاصة الحجاج الجزائريين. وكان مدير ديوان الحج والعمر، يوسف عزوزة، الذي نزل ضيفا على جريدة “الخبر”، يوم الثلاثاء الماضي، قد قلل من إمكانية تأثير بعض الأشخاص من جنسيات أخرى على الحجاج الجزائريين باعتناق أفكارهم وتوجهاتهم، وقال ضيف فطور الصباح إن “الجزائري لما يخرج من الجزائر يصبح أكثر جزائرية، ولا خوف على الحاج الجزائري من أي أفكار، فهو لديه مؤطر ديني يرافقه في الحافلة والطائرة والفندق”.