أنهت حركة مجتمع السلم جامعتها الصيفية الثالثة عشرة، بالتأكيد على استمرار “الجمود في الحراك السياسي وغياب السلطة عن التحديات الراهنة، وذلك في ظل غياب الحوار الجاد وتجميد المشاريع السياسية المعلنة والإرباك الحاصل في مواقف السلطة”. وسجلت حمس في بيان لها بالمناسبة، “تحقق كل التوقعات التي طرحها الخبراء والطبقة السياسية وأكدتها الحركة في تحاليلها ورؤيتها في تردي الوضع الاقتصادي”، مشيرة إلى “نفاد الوقت والفرص للحلول الترقيعية والهرولة لتبني سياسات التقشف على حساب الاحتياجات الاجتماعية والتنموية للمواطنين، وهذا ما ترفضه الحركة”. وأكدت بالمقابل على أن “الحل يكمن في فتح حوار جاد يشارك فيه الجميع لإنقاذ الوضع المتأزم أصلا”. كما شدد المشاركون على “تمسكهم بمقومات الهوية الوطنية والمتمثلة في الإسلام واللغة العربية والوحدة والوطنية والبعد الأمازيغي، والتي تعتبر خطا أحمر لا مجال فيه للمساومة والابتزاز”. وأكدوا أيضا “الاستمرار في دعم القضايا العادلة وعلى رأسها فلسطين والقدس، وفك الحصار الظالم على قطاع غزة، وكذلك الوضع في مصر وضرورة عودة المسار الديمقراطي”. وشهدت أيام الجامعة الصيفية التي امتدت على مدار 3 أيام، مشاركة واسعة لقادة التيار الإسلامي في العالم العربي خاصة المحسوبة على حركة الإخوان المسلمين. ومن أبرز هؤلاء حمادي الجبالي رئيس سابق للحكومة التونسية وعضو حركة النهضة، الذي طرح ضرورة مراجعة الحركات الإسلامية لأفكارها والتعامل بروح نقدية وفهم الواقع، بتغليب قضايا واهتمامات الشعب على القضايا الأيديولوجية. وكان من أبرز الحاضرين في الأشغال التي جاءت تحت عنوان “تجديد الفكر السياسي”، أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الخارجية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي تحدث عن “أهم المستجدات المتعلقة بالقضية ووضعها الحالي، في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المنطقة”، داعيا إلى الإخلاص في العمل للقضية الفلسطينية حتى يتحقق لها النصر”. واستغلت حمس علاقاتها الجيدة مع الأحزاب الإسلامية في المغرب، لتدعو خالد البوقرعي، الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية وعضو حركة التوحيد والإصلاح المغربية، الذي أشار بدوره إلى “ضرورة التجديد الذي يقود قاطرته الشباب لأنهم الأجدر بذلك من غيرهم”. وكان رئيس حمس، عبد الرزاق مقري، قد وجه انتقادات لاذعة للسلطة واصفا إياها بأنها “قررت إفقار الشعب الجزائري بسياسة تخفيض العملة، خلافا لما تقوم به الدول المنتجة التي تلجأ أحيانا لتخفيض العملة بغرض تشجيع تصدير منتجاتها للأسواق العالمية”. مشيرا إلى أن الحكومة “ستربح وقتا قصيرا بهذا الإجراء من دون فائدة يجنيها الاقتصاد الوطني”، وتوقع أن تعود الجزائر في ظل هذه الظروف إلى الاستدانة.