في صمت مطبق وبعد تفريغه قسرا، جددت الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحامها، أمس، الحرم القدسي الشريف، في ظل إجراءات أمنية مشددة من شرطة الاحتلال ”الإسرائيلي”. وفرضت شرطة الاحتلال، صباح أمس، حصارًا مشددًا على الأقصى، وكثفت تواجدها الأمني عند البوابات ونصبت حواجزها العسكرية على مداخله ومنعت المصلين من الدخول إليه. أفاد أحد حراس المسجد الأقصى ل”الخبر” بأن قوات الشرطة سمحت منذ ساعات الصباح للمستوطنين باقتحام المسجد من خلال باب المغاربة وبحراسة مشددة، كما أغلقت منذ ساعات صباح أمس ستة من أبواب المسجد من أصل عشرة أبواب. وأوضح أن الأبواب المغلقة هي الأسباط، الملك فيصل، القطانين، المطهرة، الغوانمة والحديد، وأبقت على أربعة أبواب مفتوحة وهي باب المغاربة، لتتم من خلالها الاقتحامات، وباب السلسلة الذي يخرج منه المقتحمون، بالإضافة لبابي المجلس وحطة. وكان عشرات الفلسطينيين قد أدوا صلاة فجر أمس عند أبواب الحرم القدسي الشريف بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال، حيث منع الرجال ممن تقل أعمارهم عن خمسين عاما من الدخول وأداء الصلاة، وكانت مصادر فلسطينية أكدت أن سلطات الاحتلال بدأت التقسيم الزماني الفعلي للأقصى، من خلال الاقتحامات المتكررة خلال الفترة الماضية. وأصيب شاب مقدسي بالاختناق والإغماء بعد رشه بغاز الفلفل من قبل أحد المستوطنين في محيط باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث سيدات مقدسيات، وستة شبان من القدس. وقال الشيخ رضوان عمرو أحد المرابطين في الأقصى: ”القوات الخاصة اعتدت بالضرب على أحد عمال قسم النظافة في المسجد الأقصى، عدا عن تأخير دخول طلبة المدارس الشرعية في المسجد وهم قرابة 700 طالب”، مضيفا ”أن اقتحامات المستوطنين المكثفة للمسجد الأقصى هي بحراسة القوات الخاصة”. وفي السياق، قال المنسق الإعلامي في مركز شؤون القدس والأقصى، محمود أبو العطا، ل”الخبر”: ”إن قوات الاحتلال لا تزال تواصل حصارها المفروض على المسجد الأقصى، وتمنع دخول من هم دون ال50 عامًا من الرجال والنساء، بالإضافة إلى قائمة النساء الممنوعات”. وتابع ”اقتحم نحو 153 مستوطن متطرف المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من القوات الخاصة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته، وحاول أحدهم تأدية صلوات تلموذية عند باب الرحمة، ولكن حراس الأقصى اعترضوه”. وأوضح أبو العطا أن قوات الاحتلال قمعت المرابطين والمرابطات المتواجدين عند باب السلسلة ولاحقتهم وأخرجتهم بالقوة من البلدة القديمة إلى باب العامود، في حين احتجزت عناصر الشرطة المتمركزة على البوابات أغلب الهويات الشخصية للوافدين إلى الأقصى. ولفتت مصادر فلسطينية إلى أن الاحتلال ”الإسرائيلي” بدأ يتخذ إجراءات جديدة تعيق حركة الناشطين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، الذين يرابطون في المسجد الأقصى. ومن هذه الإجراءات تحرير مذكرات إبعاد عن الأقصى تصل لعدة أشهر، وكذلك إصدار مخالفات مرورية عشوائية بحق سائقي الحافلات التي تقل الناشطين إلى القدس الشريف، في محاولة لمنع رباط المسلمين في الحرم القدسي.