كان القرار الذي اتخذته لجنة تحكيم “جائزة عمر أورتيلان لحرية الصحافة”، صائبا بتكريم صحفيي الأقسام الثقافية من خلال صحفيين باللغتين العربية والفرنسية، أولهما صحفي “الخبر” الذي قضى أكثر من 25 سنة بالقسم الثقافي، وصحافية شابة من يومية ناطقة باللغة الفرنسية “ليبرتي”. معطيات تحمل رمزية كبيرة للجائزة، إذ لأول مرة تكرّم الأقسام الثقافية بهذا الشكل، في وقت تخلت الساحة الإعلامية الجزائرية عن الصفحات والأقسام الثقافية، أو أهملتها. لكننا نفتخر أن يومية “الخبر” بقيت وفية للصفحة الثقافية وقرائها والمهتمين بالثقافة طيلة 25 سنة من وجودها في الساحة الإعلامية، فتابعت الحديث الثقافي، بل ساهمت أيضا في طرح انشغالات المثقفين وفتحت النقاشات حول أهم القضايا الثقافية في الجزائر. أعتبر أن تكريم حميد عبد القادر من القسم الثقافي ب “الخبر” وسارة خرفي من يومية “ليبرتي”، هو أفضل تكريم لذكرى الراحل عمر أورتيلان، الذي كان يعمل في المجال الثقافي، الذي أحبه دائما وكان يحرص على تشجيع صحفييه ومساندتهم. كانت الصفحات الثقافية في عهد الحزب الواحد ثرية وذات عمق، لكنها عانت التهميش والإهمال بعد الانفتاح الإعلامي والتعددية السياسية، وتركيز الجرائد الخاصة على المجال السياسي الذي كان جديدا وحيويا، وهو أمر طبيعي، مع ذلك حافظت “الخبر” على التوازن داخل صفحاتها وأقسامها، وبين العمل الصحفي في المجال السياسي والمجال الثقافي، وسنواصل العمل على ذلك دائما.